بقلم: لواء د. سمير فرج.
إعداد وتقديم. عادل شلبى.
من الفصل الأول من الكتاب بعنوان. أ. الإستراتيجية علم التخطيط. يعد مصطلح الإستراتيجية من المصطلحات القديمة المأخوزة من الكلمة الأغريقية Strategos وتعنى فن إدارة وقيادة الحروب. والإستراتيجية تعنى أصول القيادة. فهى تخطيط عالى المستوى. ومنها الإستراتيجية العسكرية أو السياسية التى تضمن تحقيق الأهداف وبمفهوم أخر الإستراتيجية. هى علم وفن التخطيط والتكتيك والعمليات. يعود أصل الكلمة إلى التعبير العسكرى ولكنها الأن تستخدم بكثرة فى سياقات مختلفة مثل إستراتيجيات العمل. إستراتيجيات التسويق. إلخ. الإستراتيجية هى علم التخطيط بصفة عامة وهى مصطلح عسكرى بالأساس وتعنى الخطة الحربية. أو هى فن التخطيط للعمليات العسكرية قبل نشوب الحروب. وفى الوقت نفسه فن إدارة تلك العمليات عقب نشوب الحروب. وتعكس الإستراتيجية الخطط المحددة مسبقآ لتحقيق هدف معين على المدى البعيد فى ضوء الإمكانات المتاحة أو التى يمكن الحصول عليها. ومفهوم الإستراتيجية يتضمن. مجموعة السياسات والأساليب والخطط والمناهج المتبعة من أجل تحقيق الأهداف المحددة فى أقل وقت ممكن وبأقل جهد مبذول. فقد قسمت المدرسة الشرقية الفن العسكرى على أساس أن الإستراتيجية هى فن عمليات وتخطيط. وقسمه الجنرال. أندريه بوفر. إلى إستراتيجية وتخطيط وشئون إدارية. عرف. كلاوزفيتز. الإستراتيجية بأنها. فن إستخدام المعارك كوسيلة للوصول إلى هدف الحرب. وعرفها. مولتكه. بأنها. إجراء الملاءمة العملية للوسائل الموضوعة تحت تصرف القائد للوصول إلى الهدف المطلوب. بينما عرفها. ليدل هارت. بأنها. فن وتوزيع وإستخدام مختلف الوسائط العسكرية لتحقيق هدف السياسة. أما الجنرال بالت. فقد عرفها بأنها. فن تعبئة وتوجيه موارد الأمة أو مجموعة من الأمم بما فيها القوات المسلحة لدعم وحماية مصالحها من أعدائها الفعليين أو المحتملين. فى حين يعرفها الجنرال أندريه بوفر. بأنها فن حوارالإرادات تستخدم القوة لحل خلافاتها. وتعكس هذه التعريفات المتعددة الإختلاف بين مفاهيم أصحابها لمعنى الإستراتيجيةووسائلها. مما يوحى بأن مفهوم هذه الكلمة أو الإصطلاح لم يتبلور بعد فى أذهان رواد الإستراتيجية ومفكريها. أما من حيث المجال فثمة إستراتيجية سياسية وإقتصادية وإجتماعية وعسكرية وغيرها. ومن حيث المدى فقد تميزت الإستراتيجية بأنها شاملة ومحدودة أو مرحلية. ومن حيث طريقة الوصول للهدف فقد تقسم الإستراتيجية إلى مباشرة وغير مباشرة. فالإستراتيجية العسكرية مثلآ هى التنفيذ العملى لمخططات الإستراتيجية العليا من حيث توجيه وإدارة الصراع المسلح. أى أن الإستراتيجية العليا تعالج جزئيآ من خلال الإستراتيجية العسكرية فى حين تعالج الأخيرة جزئيآ بالتخطيط. وبكلمة موجزة فإن الإستراتيجية العليا هى سياسة حرب. أما الإستراتيجية العسكرية فهى فن قيادة الحرب. والتخطيط هو فن القتال. والى لقاء قريب فى تكملة ما بدأنا من كتاب فى مقال. تحيا مصر يحيا الوطن بخير أجناد الأرض