حوار الصحفي: عبدالحفيظ موسى مع الدكتوره. بسنت يسرى
السؤال المصيري الأكثر أهمية وجدية في حياتك كلها فالإجابة عن هذا السؤال ستشكل حياتك الخاصة إلى الأبد لما سيترتب على هذا القرار من سعادة أو تعاسة وما يعقبه من أطفال مُميّزين أو سيئين حينما يتعلّق الموضوع بقرارات مصيرية مثل الزواج والارتباط الأبدي، فهذا يعني أن نقضي وقتًا أكبر لدراسة خياراتنا بعناية ولتمحيصها والتأني قبل اتخاذ أيّ خطوة الأخصائيين في هذا المجال بعيدًا عن الخرافة غير العلمية والمقولات الشعبية غير المجدية
في هذا الحوار مع دكتورة بسنت يسرى، سنحاول عرضَ بعض نتائج أبحاث علم العلاقات والتي درست العوامل الأساسية التي تشكّل العلاقات الناجحة، والتي حاولت استخلاص أهمّ العوامل التي تتنبّأ بعلاقة ناجحة بين الطرفين.ربما تكون هذه النصيحة مبتذلة أو معتادة بعض الشيء، إلّا أنها تبقى فعلًا- أمرًا مهمًّا في سياق العلاقات الإنسانية، فنحن لا نستطيع التواصل جيدا مع شخص آخر إذا لم نعرف أنفسنا ولم نعرف كيف نقدمها له. ومن التناقضات المثيرة للاهتمام -كما تقول بسنت يسرى أنّ الشرط الأساسيّ للاتصال الحميميّ الحقيقي مع الآخر هو قدرتنا على أن نكون وحدنا ومتصلين مع أنفسنا وهكذا يبدو أن معرفة شخصياتنا ونمط تعلقنا وطرقنا في حلّ الخلاف والتأمل الذاتي في سماتنا الشخصية هو أمرٌ في غاية الأهمية.
وتنصح بسنت أيضًا بوجود قدر معقول من الرؤية المستقبلية
تقول “بسنت “ربما يتضح من العوامل التي عرضت بوصفها مؤشراتٍ على نجاح العلاقات طويلة الأمد أنّها عوامل تحتاج شيئًا من الوقت لكي تظهر بل إنّ معظمها لا يظهر بشكل كامل إلا داخل العلاقة ولذلك من الجيد التريث والتفكير جيدًا وبتأن قبل اتخاذ القرارات المصيرية وإعطاء مرحلة التعارف حقها. قد يشعر بعض الأشخاص بضغط اجتماعي كبير لإنجاز خطوة ما على هذا الصعيد لكنّ الصبر المترافق مع المزيد من التعارف بشكل جيد عادة ما يكون هو الخيار الأفضل بحسب تصريحات بسنت يسرى.
على صعيد آخر أضافت يشعر البعض بخجل من مناقشة أمور حساسة أو خلافية مثل القيم الأساسية ونقاط ضعف الشخصية والمعتقدات الدينية وطرق التعامل مع الغضب والخلافات إلّا أنّ هذه النقاشات الصعبة والذهاب بها إلى أقصاها هو ما يصنع التفاهمات العميقة والحقيقية في معظم الأحيان. وتذكّر أن الشعور بالأمان والأريحية هو أحد العوامل المهمّة أصلًا في إنجاح العلاقة
ولا تدع حبك يغطي على رؤيتك العقلانية لطبيعة العلاقات البشرية
يكاد يُجمع علماء نفس العلاقات على أنّنا دائمًا سنتعرّض لشكوك في دواخلنا بخصوص القرار الذي اتخذناه بدخول العلاقة والالتزام بها لكن هذه هي طبيعة العلاقات البشرية.
لن تجدَ شخصًا كاملًا طوال الوقت، وكلّما عرفتَ عيوبه بشكل مبكر وحددت موقفك تجاهها كان ذلك أفضل.
فالنجاح في العلاقات الزوجية لا يكمن في تحقّق الكمال ولا الحياة السعيدة بشكل دائم، بقدر ما هو في الشعور بمعنى الاتّصال العميق بشخص آخر وبناء أسرة والنمو الذاتي عبر تقديم التنازلات والعطاء والتخلّي عن التمركز حول الذات.
إتبعنا