من موقع mtv
إذا كان التغيير الحاصل في سوريا وما سيليه هو شأنٌ سوريّ داخليّ، فإنّ ما يعنينا منه هو الملفات العالقة بين البلدين، وخصوصاً مصير المعتقلين في السجون السوريّة.
تشير المعلومات المتوفّرة الى وجود عددٍ من المعتقلين اللبنانيّين في سوريا، وهم خرجوا من سجونهم وتلقّى ذوو بعضهم معلومات أو صوراً لهم، ما يُثبت، خلافاً لما كان يشاع، أنّ هذه السجون كانت تضمّ معتقلين لبنانيّين.
يدفعنا هذا الواقع المستجدّ الى مساءلة الرئيس السابق العماد ميشال عون، الذي سبق أن أعلن، حين قرّر فتح صفحةٍ جديدة مع نظام الأسد، أنّ هذه المعتقلات خالية من اللبنانيّين، ليتبيّن اليوم أنّه تنازل عن قضيّتهم من أجل مصالح سلطويّة، تماماً كما تنازل عن الشهداء الذين سقطوا في حربه ضدّ الاحتلال السوري في العام ١٩٨٨، وعن الشهداء الذين سقطوا في ١٣ تشرين الأول ١٩٩٠ حين رفض الموافقة على اتفاق الطائف ما تسبّب بدخول الجيش السوري الى مناطق كانت خاضعة لنفوذ الجيش بقيادة عون.
لقد تبيّن، يا فخامة الرئيس السابق، أنّ في سجون نظام بشار الأسد معتقلين منذ عقود، لم تسأل عنهم ولم تهتمّ لمصيرهم، فماذا ستقول لعائلاتهم اليوم؟ وكيف ستبرّر “الصفحة الجديدة” التي فتحتها مع نظام ارتكب الجرائم بحقّ لبنان واللبنانيّين ولم يعتذر يوماً؟ وهل يحقّ لك، ولخليفتك الظاهر ضاحكاً في الصورة المرفقة، أن تحتفلا بتاريخَي ١٤ آذار و١٣ تشرين؟
بعد عقودٍ في سجون الأسد، قد يكون المعتقلون المحرّرون اكتسبوا بعضاً من اللهجة السوريّة ليقولوا لعون: “فاجأناك مو”!