مما لا شك فيه أن كل عام جديد يكون له مناسبات من المآسي ومناسبات من الازدهار والارتياح ولكن الدول والشعوب بتكون في قلق دائم بسبب ما وهو الصراع الدائر حولها تخشى ان يطيلها .
ولكن الذي يخطر في بالنا عند بداية كل عام العام الجديد أن نتمنى يأتي العام ونعيش في أمن وأمان واقتصاد معافي من ازماته لكي نعيش ويعيش الناس من حولنا لان أولا واخيراً اي شعب يريد الاسعار تكون في متناول يده مستقرة وفي متناول الجميع وليس في ارتفاع مستمر، ببداية الحرب الروسية الاوكرانية حتى الآن لم يتعافى أي اقتصاد من مآسي هذه الحرب، مما أدى الى ارتفاع في جميع الاسعار والسلع التي تحتاجها الشعوب في أوقاتها اليومية.
الحروب الدائرة في أوكرانيا وغزة والسودان وقبلها الثورة السورية والليبية واليمنية وتحولهم الى نزاع مسلح، متنوع ما بين حروب غير تقليدية، وحروب أهلية، وحروب بالوكالة، فليس لهم نهاية محددة فعلياً وانما مشتركون في طول مدة النزاع ، وبلوغ مستوى كبير من العنف.
– ففي خلال عام 2023 شهد أكبر النزاعات والاشتباكات في دول العالم، حتى نهاية العام لا يزال جزء كبير منه غارقًا في شكل من أشكال الصراع سواء صراع داخلي أو تدخلات خارجية كما في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
– الحرب بين روسيا واوكرانيا حتى الآن لم تنتهي بينهما وهي معركة وجود ونفوذ وبالمقابل سببه تدخل امريكا واوروبي في اوكرانيا والاراضي الروسية (دول الاتحاد السوفيتي السابق) وامداد اوكرانيا بالسلاح والمال ضد روسيا.
– كما الحال بدأ أيضاً في السودان بين فصيل مسلح كان تابع للجيش السوداني حتى بعد حكم البشير وانقلب ضد الجيش السوداني حتى الآن لم تحسم نتائجها بل المواطنين السودانين هجروا ارضهم ومنازلهم الى دول الجوار هرباً من صراع بلا فائدة.
ومن الصراعات التي حيرت معظم دول العالم في ايجاد حل لها وهي القضية الفلسطينية بسبب تعنت صريح من اسرائيل ونصبها العداء الرسمي بين فصائل فسلطينية، فتنتهز كل فرصة محاولة إلقاء صاروخ من اي فصيل فلسطيني تجاه تل ابيب لتقوم بالانتقام من البشرية الغزاوية بحجة حماس وفصائلها متواجدون وسط الأهالي، وكما حدث ايضاً في 7 اكتوبر الفائت 2023 حرب أكثر دموية على الإطلاق بين إسرائيل وحماس، عندما اخترق مسلحو الحركة الجدران المحيطة بقطاع غزة، قتل مسلحو حماس نحو 1200 شخص في إسرائيل واحتجزوا أكثر من 200 آخرين كرهائن واقتادوهم إلى غزة، وصف الهجوم بأنه أسوأ عملية قتل جماعي لليهود في يوم واحد منذ المحرقة.
– على إثر ذلك، أطلقت إسرائيل حملة عسكرية واسعة مما أدى إلى مقتل أكثر من 18,800 شخص في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني شخص يواجهون أيضا حصارا إسرائيليا يمنع إلى حد كبير وقف شحنات الغذاء والوقود والمياه والأدوية الى داخل القطاع، ولولا تدخل الدول الوسيطة لتفاقمة الاوضاع اكثر واكثر مما هي فيه. – ودخلت القوات الإسرائيلية قطاع غزة للمرة الأولى منذ سنوات، وخاضت قتالا عنيفا من شارع إلى شارع، مما نسميها بالحرب المزمنة لصعوبة السلام والتعنت الاسرائيلي الواضح فهي دولة بلا دستور في هذه الارض بما أن مفاتيح وقف الحرب والسلام بيد الامريكان فبالإمكان التأثير على دويلة اسرائيل بأن تفرض عليها السلام واقامة دولة فلسطين وأن توقف النزاع وبناء المستوطنات ومصادرة الاراضي ويعيش اهل فلسطين في الأمان وأيضاً شعب اسرائيل يعيش بلا خوف ولا قلق إلا وما الفائدة من جيش اسرائيلي لا يحميه، من شعب سلبت منه أرضه ومقدساته .
ولكن هدف إسرائيل المعلن منها هو تدمير حماس مما يؤدي الى تدمير مباني غزة على أهلها ، وذلك يزيد الصراع المسلح لفترة أطول، الأمر الذي يزيد من المخاطر على المنطقة في المستقبل إن لم توقف الحرب بين اسرائيل وحماس.
من عام 2023 الى العام الجديد 2024 تظل اوكرانيا وفلسطين وايضاً السودان من البلاد الأكثر عنفاً على كوكب الأرض، فإن أعداد اللاجئين الذين شردتهم الحرب في تزايد مقلق، حيث بلغت أكثر من 6 ملايين في سوريا، و5 ملايين في أفغانستان، ومليون في ميانمار، وفقا للدراسات.
نرجو من الله في العام الجديد 2024 أن تنتهي صراعات الحروب التي بدأت في خلال عام 2023 وأن يسود السلام ويعم كل مناطق غزة ودولة فلسطين كلها تكون نواتها من بداية العام الجديد ويعيش اهل فلسطين في أمن وامان وكل بلاد العرب.
وربنا يحفظ مصر من كل مكروه، ونأمل أن يعود الاقتصاد الى التحسن والمعافاة من التبعية والهيمنة الدولارية وايجاد حلول وسط لاستقرار السلع والاسعار التي تهم المواطن من احتياجات يومية له ولأسرته.