بعد أن هاجمت إيران أمس الثلاثاء، أكبر هجوم لها على إسرائيل، حيث أطلقت 200 صاروخاً واكثر باليستيا في وابل غير مسبوق بينما ادعت اسرائيل أن دفاعاتها صدت معظمها بمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها.
اسرائيل تدرس كيفة الرد على الهجوم الايراني عليها بالصواريخ ؟
بينما تعهدت إسرائيل بالرد، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إيران ارتكبت “خطأ كبيرا” و”ستدفع الثمن”، تزايدت المخاوف من اندلاع حرب شاملة أوسع نطاقا بين القوتين الإقليميتين.
لا سيما أن إيران أكدت أن الهجوم اقتصر هذه المرة على أهداف أمنية وعسكرية إسرائيلية، ردا على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله وآخرين، محذرة عبر رئيس أركانها من ضربات أوسع نطاقا إذا ردت إسرائيل.
وبين كل هذه التطورات، أفاد مسؤول أميركي بأن إسرائيل لم تقرر بعد كيفية الرد على إيران، وفقاً لشبكة “CNN”.
وقال المسؤول الكبير إن البيت الأبيض لا يعتقد أن تل أبيب اتخذت قرارا بشأن كيفية الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني غير المسبوق.
كما أضاف أن كبار مسؤولي إدارة بايدن ونظرائهم الإسرائيليين كانوا على اتصال مستمر في الأيام والأسابيع الأخيرة، واستعدوا لضربة إيرانية محتملة ردا على الهجمات على أهداف رئيسية لحماس وحزب الله. ولفت إلى أنه بعد ما يقرب 12 ساعة من وقوع هذا الهجوم، لم يتلق الأميركيون بعد أي معلومات مفصلة وحاسمة حول ما يمكن توقعه.
توقيت الهجوم
هو تحصيل ثمن باهظ من إيران، ربما يكون على شكل أضرار بالمواقع الاستراتيجية، مثل منشآتها النفطية.
لكن التقديرات تشير إلى أن أحد الاعتبارات التي تواجه صناع القرار هو اختيار تاريخ وتوقيت الهجوم، في الوقت الذي سيسمح لإسرائيل بإعادة تنظيم دفاعاتها حتى في حال حدوث رد إيراني آخر.
إلى ذلك، سيعقد رئيس الوزراء نتنياهو اليوم مشاورة أمنية محدودة أخرى.
181 صاروخاً إيرانياً
يشار إلى أن مسؤولين إسرائيليين كانوا كشفوا أن إسرائيل قد تستهدف منشآت النفط ومواقع استراتيجية في الداخل الإيراني، مؤكدين أن كل الخيارات مطروحة بما فيها ضرب النووي.
كما أضافوا أن الانتقام الإسرائيلي سيكون أكثر أهمية هذه المرة، وفق ما نقل موقع “أكسيوس”
وقد يشمل الرد الإسرائيلي غارات جوية من طائرات مقاتلة فضلاً عن عمليات سرية مماثلة لتلك التي قتلت زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين.
بدورهم، رأى مسؤولون أميركيون أن سيناريو استهداف المنشآت النووية الإيرانية مطروح كخطة للرد، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.
كما أوضحوا أن عدة سيناريوهات مطروحة لكن أكثرها تطرفا قد يكون ضرب إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية في أصفهان. وأكدوا أن إنتاج إيران لقنبلة نووية يتطلب في الوضع الراهن عدة أسابيع، ولكن في حال ضرب المنشآت النووية سوف يستغرق ذلك وقتا أطول بكثير.
في المقابل، توقع بعض المسؤولين السابقين أن تظهر إسرائيل بعض ضبط النفس. وقال بعض المحللين إن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية النفطية من شأنه أن يزيد المخاطر بشكل كبير، إذ يمكن أن يدفع طهران إلى إطلاق وابل صاروخي أكبر، وتنظيم هجمات ضد المصالح الإسرائيلية في الخارج، وحتى تكثيف برنامجها النووي، مما يسرع طريق إيران نحو القنبلة النووية.
يذكر أنه على عكس هجوم أبريل/نيسان، حيث كان لدى إسرائيل أياما لتنسيق دفاعاتها مع حلفائها في المنطقة، جاء هجوم أمس الثلاثاء بعد ساعات فقط من إشعار وتحذير أميركي مسبق.
وكان الحرس الثوري الإيراني أطلق أمس أكثر من 180 صاروخا نحو إسرائيل، في هجوم وصفه بالدفاع عن النفس، وأكد أنه حقق أهدافه.
في حين أعلنت تل أبيب أن أنظمتها الدفاعية تمكنت من اعتراض معظم تلك الصواريخ.