الطريق إلى البيت الأبيض لم يكن أبداً مفروشاً بالورود. وفي آخر سباقين، فاز المرشح الفائز بهامش ضئيل في المجمع الانتخابي، ومن المتوقع أن يحدث السيناريو نفسه في سباق 2024، الأكثر اشتعالا.
والمجمع الانتخابي هو الذي يحدد الفائز بالانتخابات وليس عدد الأصوات الشعبية. وفي الولايات المتحدة هناك 538 صوتا في هذا المجمع، والمرشح الفائز هو من يحصل على 270 صوتا على الأقل.
ووفق موقع “الحرة”، توضح خريطة أن جو بايدن حصل في سباق 2020 على 306 أصوات، مقابل 232 صوتا حصل عليها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب. وفي ذلك السباق، فاز بايدن على ترامب بهامش 7 ملايين صوت شعبي تقريبا، و74 صوتا في المجمع الانتخابي.
وفي الواقع، كان هذا الهامش مرتبطا بغالبية 44 ألف صوت فقط في بعض الولايات المتأرجحة التي تحدد نتيجة السباق. والولايات المتأرجحة السبع هي أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا ونورث كارولاينا وبنسلفانيا وويسكونسن.
وفي 2020، حصد بايدن أصوات 6 ولايات متأرجحة (نجح ترامب في السابعة وهي نورث كارولاينا).
ومن بين الولايات الست التي فاز بها بايدن، كانت هناك 3 ولايات فاز بها بهامش ضيق في التصويت الشعبي هي أريزونا (11صوتا في المجمع) وجورجيا (16صوتا) وويسكونسن (10 أصوات).
لكن هذه الأصوات كانت كافية لمنحه أصوات المندوبين في المجمع التي رجحت كفته على ترامب.
وفاز بايدن أيضا بهامش 80 ألف صوت في بنسلفانيا التي كانت قد صوتت لصالح ترامب في سباق 2016.
وهذه النسبة الهاشمية الضئيلة كانت أيضا فارقة لترامب في موسم 2016 أمام هيلاري كلينتون، بعد أن فاز بفارق 80 ألف صوت في 3 من الولايات المتأرجحة. والمفارقة أيضا أن كلينتون فازت بفارق نحو 2.9 مليون صوت شعبي، بهامش 2.1 في المئة، لكن ترامب فاز بـ 304 أصوات في المجمع الانتخابي، في حين حصلت منافسته على 227 مليون صوت.
في ذلك السباق، فاز ترامب بفلوريدا (30 صوتا) وأيوا (6 أصوات) وأوهايو (18صوتا)، بالإضافة إلى ولايات “الجدار الأزرق” في ميشيغان (15 صوتا) وبنسلفانيا (20 صوتا) وويسكونسن (10 أصوات)، والثلاث الأخيرة كانت تعتبر معاقل الحزب الديمقراطي في ذلك الوقت.
وكانت هذه الانتصارت حاسمة لترامب، خصوصا في ولايات ويسكونسون وميشيغان وبنسلفانيا.
وهذه الولايات الثلاث كانت ضمن يسمى “جدار الحماية” الذي أقامته كلينتون، وهو مجموعة من 6 ولايات تضم أيضا كولورادو وفيرجينيا ونيوهامشير، التي كانت حملة كلينتون تعتقد أنها تضمن لها الطريق إلى تأمين 270 صوتا.
لكن ترامب حقق المفاجأة وفاز بهامش ضيق في هذه الولايات الثلاث بفارق لا يتعدى 1 في المئة في كل منها، وبمجموع 80 ألف صوت فقط، ومنحه هذا الفوز 46 صوتا انتخابيا كان كفيلا بوصوله إلى البيت الأبيض.
وتبرز أهمية ولاية بنسلفانيا أيضا في سباق 2024 مع تمتعها بأكبر عدد من الأصوات الانتخابية في أي ولاية حاسمة أخرى. والطريق الأوضح لفوز هاريس بعد ضمان الولايات التي تصوت للديمقراطيين هو الفوز بميشيغان وويسكنسون وبنسلفانيا، لتصل إلى عتبة 270 صوتا، حتى لو خسرت الولايات الأربع المتأرجحة المتبقية.
وفي حل فشلت هاريس في انتزاع بنسلفانيا وفاز ترامب بها كما فعل في 2016، سيتعين عليها الفوز بنورث كارولاينا وربما نيفادا.
والنسبة لترامب فالطريق الأوضح هو تكرار فوزه بنورث كارولاينا التي فاز بها قبل أربع سنوات، وفاز بجورجيا التي خسرها بهامش ضيق، سيحتاج أيضا إلى الفوز ببنسلفانيا، وحينها لن يحتاج إلى أي من الولايات المتأرجحة الأخرى.
لكن لو خسر بنسلفانيا، فلن يكفيه الفوز بأريزونا ونيفادا، وسيحتاج إلى الفوز بميشيغان أو ويسكونسون.