لقاء وحوار

الولاء تاريخ الخبير الأمني/ اللواء خيرت شكري

متابعة / عادل شلبي

التعبير عن الولاء… ليس من بوابة إهانة التاريخ }
في ظلّ التفاعلات السياسية المتعاقبة، تظهر بين الحين والآخر موجات من الخطاب العام يحاول أصحابها التعبير عن دعمهم للرئيس عبد الفتاح السيسي. وفي هذا السياق، يلجأ البعض ـ بحسن نية أو بسوء تقدير ـ إلى مقارنة الحاضر بالماضي عبر بوابة الانتقاص من رموز تاريخية كالرئيس جمال عبد الناصر، أو الرئيس أنور السادات، أو الرئيس حسني مبارك، ظنًّا منهم أن إظهار نقاط الضعف أو تشويه الحقبة السابقة يُعزّز من قيمة الحاضر.

لكن الحقيقة أن هذا الأسلوب يسيء للجميع: يسيء للرموز الوطنية، ويشكّك في مصداقية من يستخدمه، ولا يخدم الرئيس السيسي نفسه.

جمال عبد الناصر والسادات ومبارك—بصرف النظر عن الاختلاف حول سياسات كل منهم—يمثلون مراحل مفصلية في تاريخ مصر. لكل منهم إنجازاته وأخطاؤه، لكن لا أحد يمكنه إنكار دورهم في تشكيل الدولة المصرية الحديثة.
الانتقاص من هؤلاء ليس نقدًا، بل إفقار للوعي الوطني ومحاولة لخلق قطيعة مفتعلة بين أجيال متعاقبة.

التاريخ ليس مادة قابلة للطيّ أو التحريف لخدمة موقف لحظي. القوة الحقيقية لأي رئيس معاصر لا تأتي من تشويه من سبقوه، بل من قدرته على بناء مسار خاص به، وتقديم منجزات واضحة يتفق أو يختلف حولها الناس، لكنهم يرونها أمام أعينهم دون مُبالغة أو تزييف.

من يُشوّه التاريخ اليوم يفقد ثقة الجمهور غدًا، لأن الناس تدرك الفارق جيدًا بين النقد الموضوعي وبين الخطاب الموجَّه.

فالدعم الحقيقي لا يستند إلى هدم الماضي، بل إلى قراءة موضوعية للحاضر، وفهم تعقيداته، وتقدير الجهود المبذولة على الأرض.

الاحتقان، والمبالغة، والتحقير، كلها أدوات لا تُكسب صاحبها احترامًا ، فحين يهدأ الخطاب، ويُصبح عقلانيًا، ويبتعد عن الشخصنة، فإن المتلقي ينصت، ويقتنع، ويتفاعل.
أدوات الإقناع الحقيقية ليست في رفع الصوت، بل في رصانة الطرح وقوة الحجة.

في النهاية : التعبير عن الولاء لأي رئيس لا يكون عبر إهانة من سبق، ولا من خلال تزييف التاريخ، ولا باختلاق مقارنات ظالمة.


اكتشاف المزيد من

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading