
كتبت: سميرة نوح.
لم تنطلق مبادرة “عز العرب” التي أطلقها الإعلامي والمؤثر البارز مصطفى غانم كفكرة عابرة أو مشروع جانبي، بل انبثقت من رؤية عميقة الجذور، تستشرف واقع الجالية العربية في الولايات المتحدة الأمريكية وتتطلع إلى تمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا على أسس راسخة.
إنها بصيرة تتجاوز حدود الشهرة الرقمية، لتلامس جوهر التحديات والفرص التي تواجه رواد الأعمال العرب في المهجر.
في صميم رؤية مصطفى غانم تكمن قناعته الراسخة بالإمكانات الهائلة التي يمتلكها أبناء الجالية العربية في عالم الأعمال. خلال تفاعلاته المتعددة مع أفراد هذا المجتمع، لمس عن كثب روح المبادرة والطموح التي تدفع الكثيرين نحو تأسيس مشاريعهم الخاصة.
لكنه في الوقت ذاته، أدرك التحديات المشتركة التي تعترض طريقهم، من صعوبة بناء شبكات مهنية قوية إلى الحاجة إلى الدعم المتخصص والمعرفة بالسوق الأمريكي.
من هذا المنطلق، لم يرَ مصطفى في “عز العرب” مجرد منصة لتجميع رواد الأعمال، بل تصورها ككيان متكامل يوفر بيئة حاضنة وداعمة لازدهار مشاريعهم.
رؤيته تتجاوز الدعم المادي المباشر، لتشمل بناء مجتمع متماسك يتبادل الخبرات والمعارف، ويقدم الدعم المعنوي، ويفتح آفاقًا للتعاون والشراكة.
تتمحور رؤية غانم حول تمكين “عز العرب” كمركز محوري لرواد الأعمال العرب في أمريكا، يوفر لهم الأدوات والموارد اللازمة للنجاح.
إنه يطمح إلى تأسيس شبكة قوية ومتنوعة تضم أصحاب المشاريع في مختلف القطاعات والمراحل، مما يتيح لهم الاستفادة من خبرات بعضهم البعض وتكوين تحالفات استراتيجية تخدم مصالحهم المشتركة.
كما تتضمن رؤيته بناء جسور تواصل بين رواد الأعمال العرب والمؤسسات والجهات الداعمة لريادة الأعمال في الولايات المتحدة.
يسعى مصطفى إلى تسهيل وصول أصحاب المشاريع العربية إلى فرص التمويل والاستثمار المتاحة، وربطهم بالمرشدين والمستشارين المتخصصين الذين يمكنهم تقديم التوجيه اللازم لتنمية أعمالهم.
لا تغفل رؤية مصطفى غانم الجانب الاجتماعي والثقافي. إنه يدرك أن تمكين رواد الأعمال العرب يساهم في تعزيز مكانة الجالية ككل في المجتمع الأمريكي، وتقديم صورة إيجابية عن قدراتها وإسهاماتها الاقتصادية.
من خلال تسليط الضوء على قصص النجاح الملهمة، يسعى إلى تحفيز المزيد من الشباب العربي على خوض غمار ريادة الأعمال والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ومجتمعهم.
في جوهرها، تنبع رؤية مصطفى غانم لمبادرة “عز العرب” من إيمان عميق بقوة الوحدة والتكاتف. إنه يرى أن تجميع طاقات رواد الأعمال العرب تحت مظلة واحدة سيخلق قوة اقتصادية مؤثرة، قادرة على تحقيق الازدهار والنمو المستدام.
إنها رؤية طموحة تتجاوز حدود المنفعة الفردية، لتشمل مصلحة الجالية بأسرها، وتؤسس لمستقبل واعد لريادة الأعمال العربية في قلب أمريكا.