– أحمد رفعت يكتب فى جريدة الوطن. متابعة عادل شلبى
فى أكتوبر.. يحق أن نكتب عن النصر المجيد وقادته.. يحق أن نكتب عن أفرع القوات المسلحة وعمَّن عبروا ومن أعدوا الجيش العظيم للعبور فى سنوات ست قدموا فيها الدم والعرق.. يحق أن نكتب عن الإرادة الصلبة والتخطيط الجيد والمعركة التى أديرت بنجاح لم ينسَ جيشنا فيها شيئاً.. يحق أن نتكلم عن التدريب وعن حكايات التضحيات العظيمة الأسطورية التى لا مثيل لها فى العالم! وبخلاف القيادات العليا للقوات المسلحة يحق أن نكتب عن محمد أفندى الذى رفع العلم وعم إبراهيم الرفاعى ومجموعته، ويحق أن نكتب عن باقى زكى يوسف وعن كراسة حنان ابنة اللواء صلاح فهمى نحلة.. ويحق أيضاً أن نكتب عن اللواء سمير فرج!!
السؤال هنا.. كيف يمكن تناول سيرة أو شخصية اللواء سمير فرج؟! كيف يمكن الحديث عنه إعلامياً أو الكتابة عنه صحفياً؟! سؤال محير مع شخص متعدد الأبعاد يمارس دوره الوطنى ولم يزل متعه الله بكل صحة ولنصف قرن؟! هل يمكن تناوله كغيره من الشخصيات العامة التى لعبت أدواراً مهمة فى حياة المصريين؟! هل لأدواره المتعددة عسكرياً ومدنياً أم لما قدمه لبلاده على أصعدة مختلفة وفى اتجاهات ومستويات لا يربطها رابط إلا خدمة هذا البلد فقط بل ولما هو أكثر وأبعد! كيف يمكن الكتابة عن رجل اجتمعت عنده أمور لا تجتمع فى واحد إلا نادراً.. فالقدر يضعه أمام تشريفات وتكليفات ولا تقصير فى مهمة واحدة ولا إشاعات من أى نوع ولا خلافات مع أحد اللهم إلا أعداء الوطن!
القدر يضعه كأصغر الضباط فى غرفة عمليات العبور العظيم وقبلها بثلاث سنوات يتكئ عليه جمال عبدالناصر وهو يهبط من مدرعة فى أحد تدريبات الجبهة ثم يختاره المشير محمد حسين طنطاوى مسئولاً عن إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة فينتقل بها إلى أفق جديد مستخدماً أحدث وسائل التكنولوجيا ليؤدى مهمته بنجاح ليؤكد قدرته على العطاء وهو ما تراه أجهزة الدولة المصرية، فيكلف برئاسة دار الأوبرا فيعطى جهده كله ليثبت أكثر وأكثر طاقاته الهائلة فى العمل العام فيختاره الرئيس مبارك محافظاً للأقصر مسئولاً عن أهم آثار الدنيا!! فتتفجر طموحاته بما تستحقه أعظم مدن العالم.. ليعيد تخطيطها وتجديدها بما لم يسبقه إليه أحد! ورغم ذلك.. وبعده كله وقبله.. يبقى ما قدمه الرجل فى حفظ تراث وتاريخ العسكرية المصرية فى أصعب مراحلها هو أهم إنجازاته على الإطلاق.. انطلقت كاميرات الشئون المعنوية وبموافقة ودعم المشير طنطاوى تدون وتسجل.. تلتقى وتحاور قادة مصر العظام فى أصعب وأشرف فتراتها لتحفظ دورهم وتسطر سجلاتهم وتخلد أدوارهم!
ومنذئذ والرجل يخوض معركة نقل التاريخ المجيد كله إلى الأجيال كافة.. يتمسك مع وطنيته بعروبته.. يدرك أبعاد أمن مصر القومى ومخططات أعداء مصر والعرب.. يخوض معركة المعنويات على أروع ما يكون كجزء أصيل من الحرب النفسية التى يجيدها أعداء مصر… يصحح الخطأ.. يكشف ما خفى.. يوضح ما التبس على الناس.. يعطى الحق لأصحابه ويذكر الفضل لأهله لا رقيب عليه إلا الله والضمير! أما القبول فهو من عند الله.. تلك التى اختصروها فى لفظ ومعنى «الكاريزما»، فضلاً عن القدرة على الشرح والتحليل كمفكر استراتيجى على تبسيط الأمور إلى حدود بعيدة، حيث يعلم أن من يتابعونه من هنا وهناك ما بين البسطاء إلى النخبة إلى المتخصصين!
تحيه للرجل فى شهر نشاطه وحركته وفخره.. حفظه الله !
إتبعنا