بقلم: خالد البسوني.
أمل عبدالحليم المنسي، المعروفة لدى الكثيرين بتوتا عفروتا وسندريلا تدا، والتي يشار إليها بعطف باسم “بنت الرجل الصالح”، شخصية ملهمة تجسد قوة المثابرة والسعي وراء التميز. في عمر 34 عامًا، نحتت طريقًا فريدًا من النجاح، مدفوعة بشغفها الثابت للغة الإنجليزية والتزامها الثابت بإحداث فرق.
بدأت رحلة أمل في المنصورة حيث قضت طفولتها المبكرة كمغتربة مغتربة في مختلف الثقافات العربية. ازدهرت علاقة حبها مع اللغة الإنجليزية في شبابها، مما دفعها إلى قضاء ساعات لا حصر لها في الاستماع إلى الأغاني الأمريكية، ومحاكاة ألحانها، وكتابة القصص التي وقودها خيالها. على الرغم من عدم واثقة من دقتها النحوية، إلا أن شغفها باللغة ظل شعلة ثابتة.
على الرغم من تحديات النمو في المنفى، غرس والد أمل فيها إحساساً عميقاً بالعزيمة والإيمان بالنفس. دافع عن استقلالها وشجعها على السعي نحو التميز، فبعدها عن الحشد. أصبح هذا الدعم الثابت من والدها حجر الزاوية لإنجازاتها المستقبلية.
طوال سنواتها الجامعية، قامت أمل بالتلاعب بالدراسات ببيع أوراق الإعلانات لتمويل تعليمها. مدفوعة بالرغبة في التعلم والنمو، شرعت في رحلة تحسين الذات، والتسجيل في العديد من الدورات التعليمية الفرعية، بما في ذلك تلك التي تركز على التوحد، ولغة الإشارة، وتعديل السلوك، وصعوبات التعلم. تألق تفانيها في مساعدة الآخرين، حتى أثناء كفاحها الخاص.
بعد تخرُّجها بكالوريوس في رياض الأطفال، تابعت أمل دراساتها العليا، وزادت من توسيع معارفها ومهاراتها. هذا التعطش للتعلم قادها إلى القاهرة حيث تطوعت في دور أيتام أورمان وقدمت الدعم لطفل صغير يكافح السرطان في مستشفى 57357. هذه التجارب عززت التزامها الثابت باستخدام مواهبها ومعارفها للنهوض بالآخرين.
تأسست مسيرة أمل كمعلمة لغة إنجليزية في المدارس الدولية، حيث أمضت خمس سنوات في رعاية العقول الصغيرة. في شهادة على استقلالها، اختارت ألا تعمل في نفس المدرسة مثل والديها، واختارت بدلاً من ذلك أن تبني طريقها الخاص وتتحمل المسؤولية الكاملة عن نجاحها. هذا القرار عزز تفانيها في تزوير مصيرها.
استرشادًا بإيمانها، اتخذت أمل قفزة إيمانية أخرى في عام 2015، وقدمت طلبًا إلى المدارس الدولية في الخارج. رغم قلة المناصب المتاحة إلا أن شغفها وتفانيها أبهر المخرج الذي حول مخزن قديم إلى فصل دراسي فقط لها. يبقى هذا الفعل من الثقة والاعتراف ذكرى عميقة لأمال.
اليوم أمل تجد نفسها مغتربة مرة أخرى هذه المرة في أرض روما. مسلحة بشغفها باللغة، وتصميمها الثابت، وحبها لابنتها الصغيرة، تواصل السير في طريقها نحو التميز. من إتقان اللهجة الأمريكية دون تدريب رسمي إلى مشاركة مهاراتها اللغوية عبر قناتها على اليوتيوب “الميس بطاعة العيال، سندريلا تيوب” وصفحتها على الفيس بوك، يستمر تأثير أمل في الوصول إلى جمهور عالمي.
رحلة أمل شهادة على قوة الشغف والتفاني والسعي الدؤوب للتميز. هي ليست فقط مربية ماهرة بل هي مصدر إلهام لكل من يحلم بالتغلب على التحديات وتحقيق أهدافه بغض النظر عن ظروفهم. قصتها منارة أمل، تذكرنا بأن النجاح ليس محددًا مسبقًا، بل رحلة محفوفة بالمثابرة والإيمان والرغبة العميقة في إحداث تأثير إيجابي على العالم.
إتبعنا