عبدالحفيظ موسى -يكتب
لكل حاكم شله لتبرير سياساته وتسويقها للجماهير وتحويل فشله السياسىي والاقتصادي إلى نجاحات وإنجازات في عيون الناس وكلما كانوا مخضرمين وعلى وعي تام بماهية العلاقة بين الحرف والموقف استفاد الحاكم منهم وأصبحوا أحد مصادر قوته وشعبيته وكلما كانوا غير مدركين لتلك العلاقة وغير فاهمين لعلاقة علم النفس السياسي بما يقومون به، كانوا عبئا كبيرا على الحاكم وسببا أساسيا في انخفاض شعبيته بل وانهيارها في بعض الأحيان وكانوا سببا في اتخاذ الجماهير موقفا سلبيا من الحاكم نكاية فيهم وليس كراهية منهم للحاكم.
إن خطورة من يعملون في مجال السياسة والإعلام وهم لايدركون العلاقة بين الحرف والموقف ولا يدركون تأثير الكلمة والجملة وطريقة قولها على الناس تكمن في أنهم أشبه بـمن يحسبون أنهم يحسنون صنعا أي أنهم أشبه بالجهلاء بمنظور الجهل بعلم النفس السياسي بدليل أن متابعتك لهم مرة واحدة أو حلقة واحدة تجعلك توقن أن حديث المصاطب أرقى كثيرًا من حديثهم وأطروحاتهم وتوقن أحيانا أن ردح العوالم أكثر أدبا ورقيا من طريقتهم في تعاملهم مع معارضيهم أو المختلفين معهم في الرأى
الخطورة الأكبر من وجهة نظري هي أن هذه النوعية من المنظرين ليس لديها في التعاطي مع المعارضين لسياسات الحاكم سوى طريقة واحدة وهي طريقة أشبه بـ “كيد النسا” وأشبه بمنطق زعيم العصابة مع صبيانه مش عاجبك اخبط دماغك في الحيط وتكمن الخطورة هنا في أن طريقتهم تبدو استفزازية وتدفع المواطن المنتقد للسياسات فقط إلى معارض له موقف سياسي من الحاكم.علي مدى الأعوام السابقه والحاليه ابتلينا بنوعية من هؤلاء كان لطريقتهم أثر سلبي كبير وتسببوا في تحول ناس كانوا مجرد ناقدين إلى معارضين حقيقيين وكلهم مواطنون يكونون في الغالب مؤيدين للحاكم ويتحولون إلى معارضين له بسبب جرعة النفاق الزائدة والمبالغ فيها التي يتحلى بها هؤلاء المنظرون والإعلاميون.
جرعة النفاق الزائدة لدى هؤلاء تجعلهم دائما غير متزنين في تناولهم للقضايا التي تهم الرأي العام وبالتالي غير مقنعين للناس في تبريراتهم لسياسات الحاكم سواء كانت إنجازات أو إخفاقات فهم ليس لديهم إلا شماعة واحدة يستخدمونها في تبرير الفشل فضلا عن أنهم يتعاملون بمنطق غريب وعجيب حيث يرون أن حسن النية في الحاكم تكفي مبررا لعدم نجاح أو غياب التوفيق عن بعض سياساته ويرون دائما في معارضيه سواء كانوا أشخاصا أو كيانات أنهم سيئو النية المنافقون في أي مكان وفي أي دولة من الدول ليسوا وحدهم هم المسئولون عما يفعلونه بالدولة والمجتمع حيث تقع المسئولية وبشكل أكبر على كل من يسعد ويفرح ويتلذذ بنفاقهم له فكل من يفرح بنفاقهم لا يدرك أن دعم السلطة للنفاق والمنافقين غالبا ما يحول الدولة إلى مجتمع من المسخ وتبقى إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قبل فوات الأوان مسئولية الحاكم وأقصد بالحاكم هنا كل أجهزة الدولة المعنية بهذا الأمر الجلل والخطير.كل ما قلته لم أقصد منه توجيه أي إساءة لأحد وإنما كان بدافع خوفي على مصر وحرصي الشديد على عدم تحول المجتمع المصري إلى مسخ فالدول والمجتمعات تبنى وترقى بـالعقلانية والمخلصين ٠ حفظ الله مصر دمتم فى رعاية الله.
إتبعنا