أخبار شائعة

روما في عهد بازوليني: معرض ناجح لكاميلو جرانتشيلي للتصوير الفوتوغرافي

كتب: حامد خليفة

فتحت مكتبة غولييلمو ماركوني أبوابها اليوم لرحلةٍ مفعمةٍ بالذاكرة والحنين، من خلال إفتتاح معرض الصور الفوتوغرافية “داخل روما في عهد بازوليني” للفنان كاميلو غرانتشيلي.نظّمت الحدث بلدية روما الحادية عشرة (أرفاليا بورتوينسي)، إحياءً للذكرى الخمسين لوفاة المخرج والشاعر والمفكر الإيطالي بيير باولو بازوليني، وذلك ضمن برنامج ثقافي واسع بعنوان PPP Visionario.
المعرض، المفتوح مجانًا أمام الجمهور حتى 30 نوفمبر ت ثاني ليس مجرد عرضٍ فوتوغرافي، بل تأمل بصري عميق في جغرافيا روما الإنسانية والحضرية كما رآها بازوليني. استلهم غرانتشيلي رؤيته من كتاب “روما دي بازوليني” للناقد الأدبي داريو بونتوالي (منشورات دار نوفا دلفي ليبري).
رحلة عبر القرى والألغاز
يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الأماكن التي ارتبطت بحياة بازوليني وإبداعه، مكرمًا إرثه الفكري والثقافي الذي لا يزال حاضرًا في تفاصيل العاصمة الإيطالية.يضم المعرض لوحاتٍ تجمع بين الصورة والكلمة، حيث تتجاور اللقطات الموحية مع اقتباساتٍ خالدة شكّلت جزءًا من الذاكرة الثقافية لإيطاليا.
آثار سينمائية لبينيتو: خصصت مساحة واسعة للمشاهد الأولى من فيلم بازوليني الشهير “أكاتوني” (1961). وتستحضر اللوحات أجواء بار نيكي الذي استخدم كموقعٍ للتصوير، كما تشير إلى شارع فانفولا دا لودي حيث اعتاد بازوليني لقاء أصدقائه. وتزين القسم مقولة الممثل فرانكو تشيتي الشهيرة: “العالم ملكٌ لمن يملك أسنانًا!”
المحطة الأخيرة: مشهد مؤثر يُجسّد مطعم أل بيوندو تيفيري في منطقة أوستينسي – سان باولو، حيث تناول بازوليني آخر وجباته قبل اغتياله المأساوي. وتروي إحدى اللوحات شهادة أرملة صاحب المطعم، التي تستعيد اللحظات الأخيرة واللقاء مع بينو بيلوسي قبل النهاية التراجيدية في إيدروسكالو دي أوستيا.
صوت المصور: بازوليني بين الحرية والسر
في حفل الإفتتاح، تحدّث المصور كاميلو غرانتشيلي عن علاقته الخاصة ببير باولو بازوليني قائلاً:

“بازوليني شخصيةٌ أتابعها منذ سنوات، لطالما أحببته وأُعجبتُ بحريته الفكرية ومنهجه التربوي القائم على الصدمة والمفاجأة كأداةٍ للتعلّم وتنمية الوعي النقدي.”
وأضاف غرانتشيلي أن بازوليني كان صوتًا نبوئيًا استشرف قضايا السلطة والفساد، مشيرًا إلى تحقيقاته في ملفات شائكة مثل قضية ماتي وسيفيس و”القوة الخفية” التي تناولها في روايته غير المكتملة “بيتروليو”.كما عبّر عن رفضه للروايات السطحية التي أحاطت بوفاته، مؤكدًا قناعته بأن اغتياله جريمة سياسية ارتُكبت بسبب جرأته في فضح الفساد وكشف الحقائق.
شبكة من التعاون الثقافي
جاء المعرض ثمرة تعاونٍ واسع بين مؤسسات ثقافية متعددة، من بينها بلدية روما الحادية عشرة، ومكتبات روما، وجمعية دوني دي كارتا، وجمعية الشاعرة، ومشروع شبكة بازوليني الحضرية في روما بإشراف داريو بونتوالي، والاتحاد الإيطالي لجمعيات التصوير الفوتوغرافي (FIAF)، ونادي LUCIS IMAGO BFI للتصوير الفوتوغرافي، وجمعية أرفاليا للقانون.
ويؤكد هذا التعاون الواسع أن بازوليني ما زال، بعد خمسين عامًا على رحيله، صوتًا مزعجًا وضروريًا في المشهد الثقافي الإيطالي.


اكتشاف المزيد من

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading