إعداد/ عادل شلبي
كيف ساهمت مجموعة «صباح الكاشف» في هذا العمل البطولي ،سنوات مرت على يوم العبور العظيم للجيش المصري لقناة السويس، مستردا «سيناء» من قبضة عدو جبان، وعلى طول الجبهة رسم الجيش المصري ملحمة لن يكررها التاريخ… عبقرية العبور وقفت خلفها أجهزة وصلت الليل بالنهار للتخطيط لكل صغيرة وكبيرة، ولجأت أجهزة المخابرات المصرية لـ«المكر الاستخباراتي»، في سبيل تجهيز الجبهتين الداخلية والعسكرية للحرب دون أن يلفت ذلك انتباه العدو..
وفي سبيل إلقاء الضوء على تلك “الحيل” ننشر تلك الحلقات تباعا. في الأول من أكتوبر عام 1973، وقبل الحرب بـ5 أيام، اجتمع عدد من رجال المخابرات العامة، بمقرهم بحدائق القبة، يضعون اللمسات الأخيرة لخطة العبور، وظهرت لهم مشكلة، أن العدو الإسرائيلي، أنشأ مركز تنصت بمنطقة محمية على ساحل سيناء الشمالي، وخطورة ذلك المركز يكمن في أنه يحتوي على أحدث الأجهزة الإلكترونية، وأكثرها تطورًا، وبفضلها يمكن للإسرائيليين الاستماع إلى الإشارات المتبادلة بين وحدات الجيش المصري، وقياداتها في جبهة قناة السويس، ولذلك كان لابد من تدمير ذلك المركز قبل بدء الحرب.
وفكَّر عدد من ضباط المخابرات في توجيه ضربة لمركز التنصت، أو مهاجمته بفريق من الكوماندوز، ولكنهم سرعان ما استبعدوا تلك الفكرة، لأنها ستنبه الإسرائيليين إلى قرب هجوم مصري شامل، بالإضافة إلى الحراسة المشددة المحيطة بالمركز، لذلك فكروا في توجيه ضربة غير مباشرة للمركز، عن طريق ضرب محطة المحولات الكهربائية الرئيسية التي تغذي مركز التنصت بالطاقة، وبالتالي سيظن الإسرائيليون أن ضرب محطة المحولات الكهربائية، عملية تخريبية من ضمن العمليات التي كانت تقوم بها القوات المصرية وبعض الفدائيين أثناء حرب الاستنزاف. ويقول الكاتب نبيل فاروق في كتابه الدرس، إن المخابرات المصرية عهدت بتلك المهمة الخطيرة، إلى أحد الفدائيين في العريش يدعى الحاج “صباح الكاشف”، وبالرغم من أن “الكاشف”، يتجاوز الستين من عمره، فإنه كان قائدًا لمجموعة من الفدائيين، الذين كبدوا العدو الإسرائيلي، خسائر عديدة عن طريق عملياتهم البطولية، وكان الرجل الستيني هو همزة الوصل بين المخابرات المصرية والفدائيين.
وبالرغم من أن عملية تدمير محطة المحولات عملية خطيرة لا تتجاوز نجاحها نسبة الـ5%، بسبب الحراسة المشددة والأسلاك الشائكة المحيطة بالمحطة، فإن الفدائيين استطاعوا تدميرها في فجر الخامس من أكتوبر، قبل قيام حرب أكتوبر بساعات.
ولم ينته دور الفدائيين مع اندلاع حرب أكتوبر، ففي السابع من أكتوبر -اليوم الثاني للحرب- قاموا بوضع عبوات شديدة التفجير، لنسف كوبري السكة الحديدية، الممتد من إسرائيل إلى الجبهة، ليقطعوا خطوط الإمداد والتموين للعدو أثناء الحرب.
وفي الثامن من أكتوبر، قاموا بنسف كابل الاتصالات السلكية الرئيسي للإسرائيليين، في أربعة مواضع متباعدة، حتى تصبح عملية إصلاحه شبه مستحيلة، وبذلك أصبح الجيش الإسرائيلي في أيام الحرب الأولى، محرومًا من الإمدادات والمؤن، ومن الاتصال بقياداته، بالإضافة لقطع أذنيه التي كان يتنصت بها على المصريين، بعد تدمير مركز التنصت، مما كان له أكبر الأثر في حسم المعركة لصالح المصريين، وذلك بفضل “صباح الكاشف” ورجاله.
إتبعنا