كتبت: سميرة نوح.
تحدث المهندس عبد الرحمن ولي الدين، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة “ويلز بيزنس للاستشارات وتطوير الأعمال وحلول الاستثمار “، عن إحدى المشكلات الشائعة التي تواجهها المؤسسات خلال مراحل التطوير، وهي مقاومة الموظفين لأي تغيير جديد.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة برزت أثناء تقديم استشارات لأحد المصانع الذي كان يسعى لتطوير خط إنتاج جديد باستخدام تقنيات حديثة، حيث أبدى الموظفون والعاملون في المصنع رفضهم للتغيير بشكل واضح، مما أثر سلبًا على سير عملية التحول.
الخطوة الأولى: تعزيز الوعي
أوضح ولي الدين أن الحل الأول لهذه المشكلة كان يرتكز على زيادة وعي الموظفين. وقد نصح إدارة المصنع بالبدء بعقد جلسات حوارية مع العاملين، يتم خلالها تسليط الضوء على الفوائد المباشرة وغير المباشرة للتكنولوجيا الجديدة. وشدد على أهمية توضيح كيف يمكن لهذه التطورات أن ترفع من جودة المنتج النهائي، وتعزز من قدرة المصنع على المنافسة في السوق. الهدف كان إزالة أي شكوك لدى العاملين وتوعيتهم بالتحولات السريعة التي يشهدها العالم في هذا المجال.
الخطوة الثانية: الاستثمار في التدريب
الخطوة التالية، كما أشار ولي الدين، كانت التركيز على تدريب الموظفين ليكونوا على دراية كاملة بكيفية التعامل مع التقنيات الجديدة.
وأوصى بجلب خبراء متخصصين لتنظيم برامج تدريبية شاملة، إلى جانب إقامة ورش عمل عملية تُمكّن الموظفين من اكتساب المهارات اللازمة لاستخدام هذه التكنولوجيا بكفاءة.
وأكد ولي الدين أن هذه الخطوة ليست مجرد حل مؤقت، بل هي استثمار طويل الأمد في العنصر البشري الذي يُعتبر من أهم أصول أي مؤسسة.
أهمية التدرج في التغيير
وأكد المهندس عبد الرحمن خلال حديثه، على ضرورة التعامل بحكمة مع مقاومة التغيير، مشيرًا إلى أن التدرج في إدخال التكنولوجيا وتقديم الدعم المستمر للعاملين هما أساس نجاح أي عملية تحول داخل المؤسسة.
وتابع: “”مع الإصرار على توفير بيئة مشجعة ومتفهمة، يصبح من الممكن تحويل أي تحدٍ إلى فرصة للتطور والنمو”.
الخطوة الثالثة: الاستماع لملاحظات الموظفين
أوضح المهندس عبد الرحمن ولي الدين، مؤسس شركة “ويلز بيزنس للاستشارات وتطوير الأعمال وحلول الاستثمار” أن الجزء الأخير من الاستشارة التي قُدمت لإدارة المصنع ركز على أهمية الاستماع إلى آراء الموظفين وملاحظاتهم.
وشدد على أن العاملين في المؤسسة هم الأكثر قربًا من تفاصيل العمل اليومية، وبالتالي لديهم فهم عميق للتحديات التي قد تواجههم عند إدخال أي تقنية جديدة.
وقال إن “إشراكهم في النقاش يساعد في بناء الثقة ويمنحهم شعورًا بأنهم جزء من عملية التغيير”، أضاف ولي الدين.
فهم وجهات النظر وتحسين التقبل
وأشار ولي الدين إلى أن الإدارة يجب أن تخصص وقتًا لفهم وجهات نظر الموظفين بخصوص التقنية الجديدة، مع محاولة توضيح أي مفاهيم مغلوطة قد تكون لديهم.
من خلال الحوارات المفتوحة، يمكن الحصول على أفكار قيّمة حول كيفية تبسيط عمليات التغيير وجعلها أكثر توافقًا مع احتياجات الفريق.
وأكد أن بناء علاقة متينة بين الإدارة والموظفين يساهم في تقليل أي مقاومة مستقبلية.
سؤال للنقاش بين رواد الأعمال
اختتم ولي الدين حديثه بتوجيه سؤال لرواد الأعمال قائلاً: “هل واجهت في شركتك مواقف مشابهة، حيث أبدى الموظفون مقاومة تجاه التغيير؟ وكيف قمت بالتعامل مع هذا التحدي لتحقيق التحول الذي تسعى إليه؟” ودعا إلى تبادل الخبرات في هذا الشأن لأن إدارة التغيير الناجحة تعد عنصرًا أساسيًا لتحقيق النمو والتطور.