عربي ودولي

قرية بلاتن تختفي تحت الركام وسويسرا تواجه كارثة طبيعية غير مسبوقة

لا يزال الخطر قائماً في وادي لوتشنتال جنوب غرب سويسرا، بعد يومين من انهيار ضخم للجليد والطين والصخور أدى إلى دفن جزء كبير من قرية بلاتن. وأكدت السلطات أن كتلاً هائلة من الحطام شكلت سداً طبيعياً قد يؤدي إلى فيضان كارثي في حال تدفقت المياه المحتجزة خلفه.

وقع الانهيار بعد ظهر الأربعاء الماضي، عندما سقطت ثلاثة ملايين متر مكعب من الصخور، بالتزامن مع انهيار جزء من نهر بيرش الجليدي. وتبين أن موقع الانهيار في منطقة كلاينه نيستورن بكانتون فاليه لا يزال غير مستقر، ما يزيد من احتمال وقوع انهيارات جديدة.قرية بلاتن.

من المقرر أن تزور وزيرة المالية كارين كيلر-سوتر، التي تتولى الرئاسة السويسرية الدورية هذا العام، المنطقة المنكوبة بعد ظهر الجمعة لتفقد الأوضاع.

استعدادات للإخلاء

وفي ظل خطر حدوث موجة فيضانية محتملة من وادي لوتشنتال، دعت غرفة القيادة الإقليمية في منطقة جامبل-شتغ، ليلة الخميس، السكان إلى الاستعداد لعملية إخلاء سريعة. وطُلب من المتضررين تأمين أماكن إقامة خارج الوادي وخارج نطاق منطقة جامبل-شتغ، مع أخذ أقارب قد يصعب التواصل معهم والحيوانات الأليفة بعين الاعتبار.

“مغادرة الوادي ليست خياراً”

أوضح السياسي المحلي كريستوف داربلاي أن بلاتن قد “اختفت من الخريطة”، مضيفاً: “خسر سكان بلاتن كل شيء – منازلهم، ذكرياتهم، كنيستهم، مقبرتهم”. وأشار إلى أن المزارعين لم يعودوا يملكون حتى أراضيهم، التي كانت تمثل ثمرة حياتهم، مضيفاً: “لا توجد نبتة خضراء واحدة تنمو فوق الركام الرمادي، وسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن تنبت الأعشاب مجدداً”.انهيار نهر جليدي.

ورغم حجم الكارثة، أكد داربلاي أن وادي لوتشنتال سيظل مأهولاً، قائلاً: “مغادرة الوادي ليست خياراً”.

“حدث الألفية”

وصف السياسي فالاينسي بييت رايدر ما حدث بأنه “حدث من نوع الألفية”، وأكد لصحيفة نويه تسورخير تسايتونغ أن لا أحد يعرف بعد كيف يمكن التعامل مع الوضع، قائلاً: “لا نملك أي تجربة مماثلة نقارن بها”.

ودعا رايدر إلى زيادة الدعم المالي الفدرالي لتعزيز الحماية من المخاطر الطبيعية في جبال الألب، متسائلاً: “إذا لم نستطع إيجاد تمويل لسكان الجبال ضمن ميزانية فدرالية تبلغ 85 مليار فرنك (نحو 103 مليارات دولار)، فلمن نصرف الأموال إذن؟”

وأوضح أن التحدي الأكبر الآن هو كيفية حماية الوادي من أضرار إضافية، مشدداً على الحاجة إلى هياكل وقائية إضافية، وأنظمة مراقبة شاملة حيث لا تكفي الإجراءات الهندسية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock