مقالات

كلية ضباط الاحتياط…بقلم: لواء دكتور/ سمير فرج

متابعة/ عادل شلبى

احتفلت كلية ضباط الاحتياط للقوات المسلحة، مؤخراً، بتخريج دفعة جديدة من أبنائها، والتي ضخت دماء جديدة في شرايين القوات المسلحة. والواقع أن جميع دول العالم تهتم، حالياً، بشكل ملحوظ بتطوير كليات ضباط الاحتياط، الذين صاروا يشكلون عصباً رئيسياً في كل الجيوش، كبديل لتدريب ضباط عاملين، قد لا يكون لديهم نفس القدرة على تحقيق مطالب الوحدات بكافة تشكيلات وأفرع القوات المقاتلة.

وتذكرت فترة دراستي ببريطانيا، التي تعرفت عليها على نظام “Short Service Period”، أو “فترة الخدمة القصيرة”، المعمول به في كثير من دول العالم، وهو النظام الذي يتيح فرصة لخريجي المدارس الثانوية لتلقي تدريب، مدته أربعة أشهر، يؤهلهم بعد اجتيازه للخدمة في الجيش البريطاني، لمدة أربعة سنوات، ضمن قوات الاحتياط، قبل انخراطهم، في العمل المدني. فتجد الشركات والمصانع متلهفة لتعيين أولئك الشباب، لما اكتسبوه من انتظام ودقة في العمل، التي تعد أبرز سمات القوات المسلحة في العالم.

وخلال حرب أكتوبر 73، قامت الكلية بتخريج مجموعة من ضباط الاحتياط، ممن كان لهم دوراً بارزاً في الحرب، واقتحام خط بارليف، فضلاً عن دورهم، الذي لا يقل أهمية، خلال فترة حرب الاستنزاف. ولعله من الجدير بالذكر أن أحد أهم عوامل تقييم القوات المسلحة في العالم، لتحديد مراكزها، هو مستوى الكليات العسكرية، ومن ضمنها كلية ضباط الاحتياط، كما هو معمول به في مؤشر منظمة جلوبال باير باور Global Firepower. من هذا المنطلق، اهتمت القوات المسلحة المصرية بتطوير كلية ضباط الاحتياط، ورفع كفاءة ميادين التدريب، وصارت الكلية المصرية تضاهي مثيلاتها من الكليات العسكرية في العالم، من حيث مستوى التدريب وكفاءة الخريج. ولقد بذل اللواء أركان حرب/ بهاء السيد، مدير الكلية، الحالي، جهداً كبيراً في تطوير ميادين التدريب والمعامل والمحاضرات، وهو ما تابعنا نتائجه خلال حفل التخرج، من خلال تميز مستوى الخريجين؛ بدنياً وفنياً.

كما عرضت الكلية، لأول مرة، الابتكارات الفنية لخريجيها، الحاصل معظمهم على درجات البكالوريوس في الهندسة، والحاسبات، والطب، وغيرهم، إدراكاً منها للاتجاهات الجديدة المتبعة في أقوى جيوش العالم، والتي تعتمد على أحدث تكنولوجيات العصر الحديث في تصنيع وتشغيل المعدات العسكرية.

لذا أتوجه بخالص التهنئة لقواتنا المسلحة، التي حققت هذا المستوى المتقدم والراقي بين صفوف ضباط الاحتياط، ليخرج لنا جيل من الضباط الجدد المسلحين بأعلى درجات العلم والتكنولوجيا لقيادة الاسلحة والمعدات الجديدة.