عربي ودولي

كواليس الرئاسة: المرشّحون و”المحترِقون” وما يريده بري

داني حدادالمصدر: كتب داني حداد في موقع mtv:
لم يبلغ الحراك الرئاسي بعد مرحلة النضوج. غالبيّة الأسماء المتداولة تصطدم بحائطٍ ما يمنع مرورها نحو بلوغ صفة المرشّح التوافقي التي حدّدها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ولن يتنازل عنها.
كان بري واضحاً في ما قاله أمام زوّاره: “لن نكرّر تجربة العسكر في الرئاسة”. عبارة من كلماتٍ قليلة يقطع عبرها بري، بشكلٍ حاسم، طريق قائد الجيش نحو الرئاسة. يحتاج العماد جوزيف عون الى عاملَين أساسيّين غير متوفّرين، حتى الآن: تأجيل جلسة 9 كانون الثاني المقبل، وممارسة ضغط كبير أميركي – سعودي لانتخابه.
يفتح خروج العماد عون من السباق الرئاسي الباب أمام عددٍ من المرشّحين. الأكثر تداولاً باسمه، في الأسابيع الأخيرة، كان العميد المتقاعد جورج خوري، إلا أنّ مصدراً نيابيّاً بارزاً يؤكّد أنّ بري، وإن كان لا يخفي ودّاً واضحاً تجاه خوري، فإنّه لن يسير بمرشّح مرفوض أميركيّاً وسعوديّاً. نقطة سوداء أخرى في سجلّ خوري هي كلامه عن الدعم الذي يقدّمه له اللواء المتقاعد عباس ابراهيم، الأمر الذي يجعل حماسة بري تتراجع تجاهه. ناهيك عن أنّ خوري مرفوض من المعارضة، خصوصاً المسيحيّة، ولا مواقف علنيّة وواضحة له من سائر المواضيع السياسيّة والوطنيّة.
ويبدو واضحاً أنّ عين التينة ستكون محور الحراك الرئاسي، وقد يقصدها في الأسبوع المقبل رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل وممثّل عن رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، بهدف الدخول في مرحلة الأسماء. كما سيزور معراب ممثّلون عن أكثر من كتلة نيابيّة، وسيقصدها نوّاب اللقاء التشاوري الحديث العهد. علماً أنّ مصدراً نيابيّاً يؤكّد أنّ على معراب المبادرة وطرح لائحة أسماء في مواجهة اللائحة المقترحة من قبل باسيل.
وفي وقتٍ يحسم بري خيار الانتخاب في ٩ كانون الثاني، ويرفض أيّ تأجيلٍ، يؤكّد مصدرٌ مطّلع أنّ أكثر من اتصال حصل بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس المجلس النيابي اللبناني، في الفترة الأخيرة، ولم تخلُ هذه الاتصالات من كلامٍ في الرئاسة. ويلفت المصدر الى أنّ زيارة ماكرون إلى السعوديّة قد تشكّل دفعاً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، علماً أنّ مصدراً لبنانيّاً في باريس يتحدّث عن حماسة ماكرون لإسم المصرفي الحامل للجنسيّة الفرنسيّة سمير عساف، الذي سبق أن التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيّين.
كذلك، يُنتظر أن تحمل زيارة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى باريس، للمشاركة في إعادة تدشين كاتدرائيّة نوتردام، نتائج على الصعيد الرئاسي، علماً أنّ بكركي لا تملك مرشّحاً، وإن كانت تقدّم رعايةً خاصّة للنائب ابراهيم كنعان.
وتجدر الإشارة الى أنّ حزب الله، وإن كان منشغلاً بترميم نفسه بعد الحرب، ليس بعيداً عن الاتصالات السياسيّة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهو ينسّق مع بري في هذا الإطار ويشاركه “الفيتو” على بعض المرشّحين.
لا يمكن لأيٍّ من المرشّحين أن يقول إنّ طريقه الى بعبدا باتت أقرب من الآخرين. نحن في مرحلة حرق الأسماء، وقد لا نبلغ مرحلةً متقدّمة من الجديّة في الاختيار قبل الأسبوع الأخير من العام الجاري. ومن يشعر اليوم بأنّ حظوظه مرتفعة، قد تتراجع حظوظه غداً، والعكس صحيح. تذكّروا أنّ مرشّحين كثيرين ناموا رؤساء واستيقظوا ليكتشفوا أنّ الرئاسة آلت لآخر. رحم الله جان عبيد القائل إنّ الرئاسة تحتاج الى خَتمٍ إلهيّ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock