منذُ قرون .. أكدَّ المؤرخُ والسياسيُّ الفرنسيُّ “فرانسوا جيزو” أن الأشخاصَ ذوي الشخصيةِ الإيجابيةِ هم مَنْ يمتلكونَ العالمِ، في إشارةٍ منهُ إلى أهمية الإيجابيةِ في سلوكِ الفردِ، باعتبارِ أنَّ مفهومَ الإيجابيةِ يُعدُ بمثابة الطاقة الجبارة المُحركة للسلوك، حيثُ تجعلُ الشخصَ مقبلاً على الحياةِ محطمًا لكافةِ العوائقِ والتحدياتِ، منجزًا لكل أعمالِه، محققًا معظمَ أهدافِه في الحياة.
— ويشملُ مفهومُ الإيجابيةِ عدةَ مكوناتٍ ذات قيمةٍ، وتأثيرًا ذا دلالة في شخصيةِ الفردِ، مثل: التفاؤل والثقة في النفسِ والتفكير في الجوانبِ المضيئةِ، وعدم الركونِ للأفكارِ الآليةِ السلبيةِ التي تدعو إلى عدم الاكتراثِ والعزوفِ عن المشاركةِ في البناء.
— ولكي تستطيعَ أنْ تملكَ العالمَ لابدَّ أنْ تتمسكَ بالإيجابيةِ في التصرفاتِ والسلوكياتِ، ولعلَّ مَا ستقدمُ عليه مصرُ خلالَ الساعاتِ القليلةِ القادمةِ من انتخاباتٍ رئاسيةٍ؛ تتطلبُ منَّا جميعًا أن نجسدَ فِيهَا معنى قيمة الإيجابيةٍ في سلوكِنَا، فالمشاركةُ في هذا العُرسِ الديمقراطيّ الكبير له نتائجُ عظيمةٌ تستحقُّ منَّا أن نبذلَ من أجلهِ الجهدَ والوقتَ.
— فالمُشاركةُ الإيجابيةُ في هذا الحدثِ من شأنِها أنْ تحققَ الديمقراطية، وتؤثرُ على السياساتِ واتخاذ القراراتِ، وتعززَ المشاركة المدنية، والهدفُ الأسمى، هو الحفاظ على استقرار البلاد في توقيت هو الأهمُّ بل الأخطر وسط ما تمرُّ به المنطقة والعالم بأسرِه من توترات وصراعات كان لها عظيم الأثر على الجميع. وحل هذا التوتر ومجابهة هذه القلاقل هو الإيجابية؛ التي ستؤدي حتمًا لإختيار القائد القادر على استكمال مسيرة التقدم والنمو والإستقرار.
— واسمحوا أن أدعوَ الجميعَ إلى النظرِ بمنتهى الموضوعيةِ والتجرد لمختلف قطاعاتِ التنميةِ في مصرَ؛ لنجدَ ما تقوم به الدولةُ المصريةُ من مشروعات عملاقة تستحق منا جميعًا أن نبذل من الوقت بضعَ دقائقَ ومن الجهد الشيء اليسير للحفاظ على مقدراتِ هذا الشعبِ العظيمِ ولاستقرار هذه الأمة، ولاستكمال هذه الإنجازات ونمو وتطور هذه الكياناتِ الضخمةِ التي يملكها شعب مصر العظيم، وبإيجابيته سيتمكن حتمًا من امتلاكِ العالمِ بأسرِه.
— وإن الحشدَ الشعبيَّ لمختلفِ طوائفِ المصريين أمام اللجان الانتخابية، سيؤكدُ للعالمِ كلِّه أنَّ المصريين لديهم من الوعي ما يمكِّنهم من التغلبِ على مختلفِ التحدياتِ والمخاطر، وسنصدرُ للعالم كله صورةً يملؤها الحضارةُ والتقدمُ والفكرُ المستنيرُ لشعبٍ له تاريخٌ مُشرِّف ضاربٌ بجذورِه في أعماقِ الزمن، كما سيعكس إيمان المصريين وإدراكهم لمفهوم صراع “الإقدام- الإحجام” حيث أن الإقدام والمشاركة في الانتخابات ستحقق الاستقرار، بينما الإحجام عنها سيؤدي إلى عدم الاستقرار، وحفظَ اللهُ مصرَ وشعبَها من كل مكروهٍ.
إتبعنا