حوار ورأي

ليلة هنية….بقلم/عبير مدين

كانت ليلة طويلة ظلت الأسئلة فيها تطاردني وتطرد النوم كلما اقترب من عيني كيف يتحمل اهل لبنان انتهاك إسرائيل لسيادتهم على اراضهم وهي تطارد أعضاء حزب الله واحدا وراء اخر هذا الحزب الذي اظنه يجلب الويلات لهذا البلد الصغير الذي كان يعد يوما قبلة الترويح عن الانفس في المنطقة فأصبح بلا حول او قوة تعتصره أزمات الصراع الطائفي أهملوه حتى صار مثيرا للشفقة من آن لأخر تضعه إسرائيل تحت ضرسها وتعتصره بحجة تأديب سيد المقاومة ونزع أحد انيابه!

فهل كانت زيارة نتنياهو لأمريكا قبل أيام قليلة في هذه الظروف لتنسيق عمليات اغتيال القادة بين المخابرات الأميركية والاسرائيلية بما يسمح بتمرير اتفاق في غزة مع اعلان النصر؟
هذا هو التصعيد الذي حذر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل صاروخ مجدل شمس وهذا يؤكد ان الصاروخ كان مدبرا ومبرمجا لتمرير ضربة الضاحية ذات الأغلبية الدرزية وإيجاد مبرر لضرب لبنان؛ وخلال ساعات قليلة تم استهداف أشخاص في عواصم بعض الدول ففي جنوب بيروت تم استهداف فؤاد شكر القيادي البارز في حزب الله الشيعي وقبيل الفجر بدقائق تم استهداف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب ايران في طهران على مقربة من القصر مقر حكم الرئيس الإيراني والذي كان إسماعيل هنية في زيارة رسمية لحضور مراسم تنصيب مسعود بزشكيان الرئيس الإيراني الجديد الذي بدأ عهده برسالة خشنة من اسرائيل واشارة إلى أن إيران غير قادرة على ضمان سلامة القادة الأجانب الذين يزورون أراضيها ويعيد ذكرى مقتل إبراهيم رئيسي الرئيس السابق لإيران و الذي تحطمت مروحيته في أذربيجان قبيل اشهر قليلة
لقد تم تحديد مواقع الضحايا بدقة تؤكد وجود خيانة بشكل ما او تعاون مخابراتي لتمرير صفقات ومصالح في الخفاء مثل إنهاء العقوبات الدولية على إيران وإغلاق الملف النووي لها
او ربما تسير الأحداث تسير نحو التصعيد الخطير واحتمالية نشوب حرب إقليمية أصبح على الأبواب إسرائيل على وشك ان تفتح عدة جبهات وهي على ثقة ان أمريكا عن طريق قواعدها في المنطقة سوف تكفيها اعدائها وان اللوبي الصهيوني هناك لن يتركها تواجه المخاطر وحدها، العجيب ان ليلى عبد اللطيف تلك المتنبئة التي لا يخامرنا شك انها تملي علينا ما يمليه عليها المنظمة الماسونية العالمية والتي تدير اللعبة لما فيه مصلحة أعضائها ربما كانت ليلة امس ليلة الخلاص من هنية بعد انتهاء دوره في العرض على مسرح الاحداث والليلة يفضل تصعيد لاعب اخر لإضفاء مزيدا من التشويق على العرض والخروج بهم من حالة الملل وتوجيه الأنظار بعيدا عن حدث اخر ربما له علاقة بحالة الاستياء الدولي مما حدث في حفل افتتاح أوليمبيا باريس وحتى يمر الحدث ونعتاده.
لكن إذا كانت إسرائيل تستطيع اقتناص خصومها بدقة عن بعد لماذا عجزت عن اقتناص يحى السنوار وهو يكاد يكون بالمسافة صفر من قذائفها؟!
في انتظار بيانات وتصريحات الأجهزة الرسمية والمعنية بهذه الدول وتحليلها واستخلاص النتائج عن هذه الفترة التاريخية من فترات كرتنا الأرضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock