مخلص كميل: رائد الواقعية التعبيرية (دافنشي مصر الصغير)

كتبت: سميرة نوح.

مخلص كميل فنان تشكيلي مصري معاصر، وُلد في 22 يوليو 1992 بقرية العِزِّية، محافظة أسيوط. نشأته في بيئة ريفية افتقرت لأدوات الفنون مثلت تحديًا مبكرًا، لكنه تخطاه ليصبح أحد الأسماء البارزة. وقد أطلق عليه الناقد عادل بنيامين لقب “دافنشي العربي”، ووصفه الفنان أحمد ماهر بـ “دافنشي مصر الصغير”، فيما منحه المهندس رأفت عبد السلام لقب “عملاق الفن التشكيلي”.

مخلص كميل هو خريج معهد الزخرفة للفنون، يتميز أسلوبه بكونه تعبيريًا واقعيًا يمزج بين الرمزية والتجسيد، ويعتمد على استخدام درامي للضوء والظل لإبراز البعد الروحي والإنساني في أعماله، لقد صاغ لغة بصرية خاصة تعكس قضايا عميقة تتجاوز الحدود، حيث تتناول لوحاته موضوعات إنسانية وروحية واسعة مثل الألم، التضحية، الأمل، والرفقة في الحزن، كما تضمنت أعماله بورتريهات لشخصيات عامة ولوحات رمزية تجسد شخصيات دينية كالمسيح والعذراء والقديسين.

يُعد كميل فنانًا أكاديميًا بارعًا في استخدام تقنيات الرسم الكلاسيكية، ومن أبرز الأساليب التي يوظفها:

الضوء والظل: استخدام التظليل الناعم (Soft Shading) والتحكم بقيم الضوء والظل (Chiaroscuro) لخلق عمق بصري وانفعال درامي.

التكوين: تطبيق النسبة الذهبية وقاعدة الأثلاث لتحقيق التوازن البصري والإيقاع الهادئ.

بناء اللوحة: يعتمد على تقنيات الـUnderpainting (التحضير اللوني) ثم البناء الطبقي بالألوان.

الملمس واللون: يوظف التزجيج (Glazing) بطبقات شفافة لإثراء اللون، وتقنية الدعك (Scumbling) لإضفاء ملمس خافت. كما يستخدم أسلوب الـSfumato (التلطيف الدخاني للحواف) لتوجيه عين المشاهد.

البنية: يتميز بدراسة دقيقة للمنظور والبناء التشريحي في البورتريه، مع تركيز على القيم الضوئية والبناء الكتلي.

حصل كميل على عدد كبير من الجوائز وشهادات التقدير من صالونات ومعارض مصرية مرموقة، بما في ذلك تكريمات من مكتبة مصر العامة وجوائز خاصة لأعماله التي تدمج التقنية الأكاديمية بالحس التعبيري. شارك في معارض كبرى مثل معرض جريدة الأهرام وقاعة الفنون بـ الزمالك – قاعة كلمة، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية متعددة في مصر.

يمثل مخلص كميل نموذجًا للفنان الذي تخطى تحديات النشأة ليصنع هوية فنية مميزة تمزج بين الروحانية والطرح الإنساني، مؤكّدًا حضوره كأحد أبرز الأسماء في المشهد التشكيلي المعاصر.