مقالات

72 عاماً خالده على ذكرى ثورة يوليو 1952

بقلم: اسعد الهمامي

هي ثورة حقيقية وعظيمة غيرت مجرى التاريخ، لها أهدافها لصالح الشعب، قد قام الجيش بها وقد باركها الشعب المصري بأكمله ، حيث قام بها قيادات الضباط الاحرار وسميت بحركة الجيش، وكان عددهم 13 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، والزعيم جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وعبدالحكيم عامر، ويوسف صديق، وحسين الشافعي، وصلاح سالم، وجمال سالم، وخالد محيي الدين، وزكريا محيي الدين، وكمال الدين حسين، وعبداللطيف البغدادي، وعبدالمنعم أمين، وحسن إبراهيم، واشتهرت بعد ذلك بثورة 23 يوليو، وايضاً التف الشعب المصري في ذلك الوقت خلف قيادات الثورة بجميع الطوائف في البلاد.

ومن أسبابها تجاهل الملك فاروق وحاشيته للشعب المصري واستمرارهم على نهج سلفهم الاحتكاري والاستبدادي، فضلا عن الاضطرابات الداخلية والتدخل الأجنبي في شئون البلاد والصراع بين الإخوان المسلمين وحكومتي النقراشي، وقيام حرب فلسطين وتوريط الملك للبلاد فيها دون استعداد مناسب ثم الهزيمة وسوء الحالة الاقتصادية في مصر وغياب العدالة الاجتماعية

ومن ضمن الأهداف الأخرى، فرض الجيش على الملك التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952، وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش وتم ترحيل الملك وأسرته إلى إيطاليا على متن يخته الخاص المحروسة فيما كانت إدارة أمور البلاد في يد مجلس قيادة الثورة، ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 1953، وتم عرض قضية جلاء الإنجليز على هيئة الأمم المتحدة ولم تصدر أي قرار لصالح مصر.

وقامت الثورة على ستة مبادئ أساسية وهي القضاء على الإقطاع، والاستعمار وسيطرة رأس المال، وبناء حياة ديمقراطية سليمة ، وبناء جيش وطني، وتميزت هذه الثورة أنها كانت ثورة بيضاء لم ترق فيها الدماء، وقدمت وجوها وطنية شابة في مصر، وحظيت الثورة بتأييد شعبي كبير من ملايين الفلاحين والعمال وطبقات الشعب العاملة الذين كانوا يعيشون حياة تتسم بالمرارة والمعاناة وعلى أثر نجاح الثورة واتخذ قرار بحل الأحزاب وإلغاء دستور 1923 والالتزام بفترة انتقال حددت بثلاث سنوات يقوم بعدها نظام جمهوري جديد.

 وبعد ذلك تبنت الثورة فكرة القومية العربية، وساندت الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار، وبذلك أصبحت نقطة تحول تاريخية ونقطة انطلاق لكل الثورات في الوطن العربي وامتدت لافريقيا كلها وقادت حركات التحرر الاقليميية والعالمية، وحققت نجاحات كثيرة في مصر ، كما سعت إلى محاربة الاستعمار بكل صوره وأشكاله في أفريقيا وآسيا، وكان لمصر دور رائد في تأسيس جماعة دول عدم الانحياز.

وهناك الكثير من الإنجازات التي حققتها ثورة يوليو في العديد من المجالات مثل الإنجازات السياسية كتأميم قناة السويس وبناء السد العالي، وتوقيع اتفاقية الجلاء بعد اكثر من سبعين عاما من الاحتلال، وإنجازات تعليمية واقتصادية واجتماعية منها قرارات مجانية التعليم العام ومجانية التعليم العالي، ضاعفت من ميزانية التعليم العالي، إنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية. كما تعتبر الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا اشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية، فقضت الثورة على الأقطاع، وقامت بتأميم التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب وملكاً له، كما ساعدت في إلغاء الطبقات بين الشعب المصري واصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء، حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي.

حفظ الله مصر من كل سوء وشر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock