ثقافة وفنون

أغنية افتتاح مهرجان المسرح إسم محمد عوض

بقلم / الخبير الأمني اللواء خيرت شكري.

متابعة / عادل شلبي.

سقوط اسم محمد عوض من أغنية افتتاح المسرح… سقطة توثيقية في حق رمز من رموز الفن المصري }

شهد الوسط الفني خلال الساعات الماضية حالة من الاستياء الشديد بعد عرض أغنية “كان يا مكان”، التي قدمها الفنان تامر حسني في حفل افتتاح مهرجان المسرح الذي تنظمه نقابة المهن التمثيلية، إذ لاحظ عدد كبير من الفنانين والمبدعين غياب اسم الفنان الكبير الراحل محمد عوض من كلمات الأغنية التي توثق لتاريخ المسرح المصري ورموزه.

ورغم الإشادة الواسعة بالأغنية من حيث الأداء والمشاعر الصادقة التي عبرت عن قيمة المسرح المصري ونجومه، إلا أن تجاهل اسم محمد عوض – ولو عن غير قصد – أثار موجة من الغضب والحزن بين الفنانين والنقاد والجمهور على حد سواء، معتبرين أن هذا الإغفال يمثل سقطة لا تليق بمكانة الفنان الراحل ولا بتاريخ المسرح المصري الذي كان أحد أبرز أعمدته.

الفنان محمد عوض لم يكن مجرد ممثل كوميدي محبب للجمهور، بل كان مدرسة مسرحية متفردة أسهمت في تشكيل وجدان أجيال كاملة من عشاق الفن.

قدّم أكثر من مائة مسرحية على مدار مسيرته الحافلة، من بينها أعمال خالدة رسخت اسمه في ذاكرة الجمهور مثل جوزين وفرد، روبابيكيا، العبيط، الناس اللي تحت، وغيرها من العروض التي جمعت بين المتعة الفكرية والبهجة الفنية.

حمل محمد عوض راية المسرح في حقبة زمنية مهمة، وشارك في نقل الفن المصري من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف، وكان رمزًا للفنان المثقف والملتزم، يجمع بين الكوميديا الراقية والفكر العميق.

ولم يكن غريبًا أن يحظى بتقدير كبار الأدباء والمفكرين، فقد أشاد به نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وسمير خفاجة، ولينين الرملي، مؤكدين أن موهبته كانت استثنائية وقدرته على الإضحاك نابعة من صدق التعبير وعمق الأداء.

و الفنان محمد عوض صاحب أكبر فرقة مسرحية وهى فرقة الكوميدى المصريه.

عملت لمده أكثر من ٣٠ سنة على مسرح الزمالك

ورغم أن الجميع يُجمع على أن الفنان تامر حسني ليس مسؤولًا عن هذا السهو، إذ قام بأداء الأغنية كما سُلِّمت إليه من النقابة، إلا أن المسؤولية المعنوية تقع على نقابة المهن التمثيلية التي نظمت العمل، خاصة وأن الأغنية تُعد عملًا توثيقيًا يرصد رموز المسرح المصري عبر تاريخه الطويل.

ومن ثم، فإن تجاهل اسم بحجم محمد عوض – حتى وإن كان عن غير قصد – يُعتبر خطأ جسيمًا في حق ذاكرة المسرح، لا بد من تصحيحه في أسرع وقت ممكن.

ويؤكد فنانون ومبدعون أن إعادة صياغة الأغنية أو إدخال تعديل بسيط يضم اسم الفنان الكبير سيكون خطوة راقية وواجبة تليق بتاريخ مصر الفني، وتحافظ على مصداقية العمل كوثيقة فنية تؤرخ لرموزنا العظام.

إن تكريم الفنانين الكبار الذين صنعوا مجد المسرح المصري والعربي ليس مجرد لفتة وفاء، بل مسؤولية وطنية وثقافية تجاه تاريخنا الفني العريق.

فالفنان محمد عوض ليس مجرد اسم، بل رمز من رموز مصر المضيئة، وأحد أبرز من رسخوا قيمة المسرح في قلوب الناس.

لذلك، فإن إسقاط اسمه من أغنية توثق لتاريخ المسرح المصري يجب أن يُعد سقطة غير مقصودة لكنها مؤلمة، وتصحيحها هو واجب أدبي وأخلاقي قبل أن يكون إجراءً فنيًا.

إن إعادة الاعتبار لاسم محمد عوض في هذا العمل ليست فقط إنصافًا لفنان كبير، بل إنصاف لذاكرة الأمة المصرية التي لا تنسى أبناءها المخلصين الذين أضاءوا دروب الفن    بموهبتهم وإبداعهم.


اكتشاف المزيد من

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading