تقنية

المتحف الكبير.. هدية مصر للعالم

كتبت امل كمال

“هدية مصر للعالم” جملة قصيرة على لسان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، تؤكد أهمية المتحف المصري الكبير، وأن فتح أقسام جديدة أمام زواره اليوم، يمثل حدثا فريدا من نوعه، ينتظره العالم بأسره، كما أنه فرصة كبيرة للوصول إلى أعلى معدلات سياحية.

ويستقبل المتحف المصري الكبير زواره اليوم، الأربعاء، بعد تدشين مرحلة التشغيل التجريبي لأقسام جديدة، والذي يشمل 12 قاعة عرض رئيسية للمرة الأولى، حيث تعرض ما يقارب 24 ألف قطعة أثرية على مساحة تمتد لحوالي 6 أفدنة، بالإضافة إلى الأجزاء التي سبق تشغيلها.

ويبدأ، اليوم، أول تشغيل تجريبي للقاعات والقاعة الرئيسية الموجودة في المتحف المصري الكبير، بعد انتهاء الأعمال بقاعات العرض الرئيسية بالمتحف منتهية بالكامل وجاهزة بنسبة 100% فيما يتعلق بعرض القطع الأثرية داخل فتارين العرض، حيث تضم القاعات القطع الأثرية لعصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليوناني الروماني؛ طبقا لسيناريو عرض متحفي على أعلى مستوى يروي 3 موضوعات رئيسية عن الحضارة المصرية القديمة، هي: “الملكية”، و”المجتمع”، و”المعتقدات”.

كما تم تجهيز الإضاءة والتحكم البيئي داخل القاعات على أعلى مستوى، سواء فيما يتعلق بدرجات الحرارة، أو الرطوبة، أو الإضاءة، للحفاظ على القطع الأثرية وإبراز جمالها وعظمتها وعبقرية تصميمها، مما يجعل زيارة تلك القاعات تجربة فريدة وشيقة وتشعر الزائر بعظمة ورهبة الحضارة المصرية القديمة.

وتشمل أعمال التجميل والتطوير الجارية بالمناطق المحيطة بالمتحف، جزءاً من الطريق الدائري، وطريق الإسكندرية الصحراوي، وطريق الفيوم الصحراوي، وطريق المتحف، وتضم أعمال التجميل والتطوير تنفيذ أعمال زراعات ومُسطحات خضراء، وتطوير ميدان الرماية، وتركيب أنظمة الإضاءة والإعلانات والديكورات، ورفع كفاءة الأسوار والعمارات السكنية المجاورة للمتحف، وتنفيذ الهوية البصرية للطريق الدائري، بالإضافة إلى الزراعات وتنسيق الموقع العام بالمسارات التي تقود إلى المتحف.

وبدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير. وقد تم البدأ في بناء مشروع المتحف في مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010.

وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 لسنة 2016 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير، قبل أن يصدر القانون رقم 9 لسنة 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشئون الآثار. وقد أصدر رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير برئاسة فخامته، وعضوية عدد من الشخصيات البارزة والخبراء الدوليين والمصريين، ويختص المجلس بإقرار السياسة العامة والخطط اللازمة لهيئة المتحف، ودعم ومتابعة نشاطه. فيما يتولى إدارة المتحف مجلس للإدارة برئاسة الوزير، وعضوية كلٍ من: الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، والمستشار القانوني للوزير، إلى جانب عدد من الخبراء المتخصصين في مجالات (الآثار، الاقتصاد، القانون، الإدارة، التعاون الدولي، والتسويق).

وقد اكتمل تشييد مبنى المتحف، والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عدد من قاعات العرض، والتي تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم.

تطوير المباني القريبة من المتحف المصري الكبير
ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.

يضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، مركز تعليمي، قاعات عرض مؤقتة، سينما، مركز للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية والتي تشمل محال تجارية، كافيتريات ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات. وفي أبريل 2021، تم توقيع عقد تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بالمتحف مع تحالف حسن علام الفائز، والذي يضم معه شركات مصرية ودولية ذات خبرات متنوعة في مجالات إدارة الأعمال والتسويق والضيافة والترويج والجودة والصحة والسلامة المهنية.

ويختص المتحف في سبيل تحقيق أهدافه بعرض المجموعات الأثرية واستخدام أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفي، التوثيق الرقمي وتسجيل القطع الأثرية، كذلك حفظها، تأمينها، دراستها، صيانتها، وترميمها، تنظيم معارض الآثار المؤقتة والدائمة داخل مصر، عقد الندوات والمؤتمرات والأنشطة الثقافية والعلمية وغيرها من الأنشطة، توعية النشء والمجتمع المصري بالحضارة المصرية، إعادة إحياء الحرف والفنون التراثية المصرية، من خلال صناعة وتسويق وبيع المستنسخات الأثرية.

ومن جانبه، قال الدكتور عيسى زيدان، المدير التنفيذي للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، إنّ بداية التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير يعد أكبر صرح ثقافي حضاري تقدمه الدولة للبشرية في القرن 21، موضحا أنّ التشغيل التجريبي للمتحف انتهى منذ نحو عام على أجزاء بسيطة من المتحف، مثل منطقة المسلة المعلقة والبهو العظيم والدرج العظيم الذي يحتوي على أفضل 60 قطعة أثرية معبرة عن روعة وعظمة الحضارة المصرية القديمة.

وأضاف زيدان، أنّ المتحف المصري الكبير يشهد إضافة جزء آخر من التشغيل التجريبي، وهي عبارة عن قاعات عرض رأسية تتكون من 12 من أفضل القاعات الرئيسية في المتحف بمساحة نحو 18.8 ألف متر مربع مزودة بأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة في أسلوب العرض المتحفي من فتارين عرض متحفي وإضاءة وجرافيك وبطاقات شرح.

وتابع: “قاعات العرض الرئيسية تحكي التاريخ المصري القديم ومنذ عصور ما قبل التاريخ، إذ يضم موضوعات مهمة تتحدث عن المجتمع والملكية والمعتقدات عند المصري القديم”، لافتا إلى أنّ الهدف من التشغيل التجريبي الوقوف على تقديم أفضل تجربة سياحية يحتاجها إليها الزائر سواء المصري أو العربي أو الأجنبي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock