مقالات

المسؤول والبطانه الفاسده: بقلم:عبدالحفيظ موسى

مشكلة البعض من المسؤولين عندنا وهم كثر هي اعتقادهم أنهم خطوط حمراء لا يجوز لأحد الاقتراب منها وحتى من بطانتها مهما قالت ومهما فعلت ومهما انتهكت وتمادت لفيفهم المخادع المزين لهم سوء الفعل ورداءة القول وقبح التصرف شله المزمرين المتكسبين النخب التي لا تحترم قواعدها ولا تحرص على سلامتها وكرامتها وقيمها ولا تبادلها حتى التحية وتنظر إليها على أنها همج ورعاع ومراجعين هي بلا أدنى شك نخب مريضة مغرورة من هنا فان الدول المتحضرة تولي قياداتها للشرفاء أصحاب الفكر المستنير وتحرص على اختيار الكفاءات والقدرات في كل مجال لان المسؤولية ليست فقط اجتماعات وابواب مغلقه توصيات وقرارات تصدر ولا أوراق يذيلها المسؤول بتوقيعه ولا هي ميزة تبيح للمسؤول الشخط والخبط و التعدي على حقوق الاخرين واحاسيسهم ومشاعرهم بل هي واجبٌ وطني أخلاقي يحتمُ على صاحب المنصب التحلي بالعدل والحكمة ومعالجة الأمور بعقلانية وحنكة بعيداً عن الانفعال والعصبية وسوء التقدير ومتابعه كل صغيرة وكبيرة , لاسيما وأنَّ الانفعال يحرف العقل عن جادة الصواب وينزلق بالمرء إلى ما لا يليق فيفقده احترامه عند الآخرين
ليس من المعقول أن يجلس المسؤول في مكتبه مكتوف الأيدي أمام ما يتعرض له المواطنون من أخطار وأحداث مؤلمة وهو المعني بحمايتهم ورعايتهم وإدارة شؤونهم.
فالأمور لا تعالج بإغلاق الأبواب وصم الأذن عن نداءات الناس وغض النظر عن ما يدور في الشارع إن من بديهيات الأمور أن تكون لدى المسؤول رؤية واضحة واستراتيجية مدروسة لمعالجة أي ظرف طارئ وهذا لا يكون إلا بهدوء الأعصاب وضبط النفس والتحلي بسعة الصدر ورجاحة التفكير. وتبادل وجهات النظر مع المعنيين بالأمر والتشاور مع أصحاب الرأي والخبره أيها المسؤولون الكرام اود ان اقول لكم انتبهوا لبطاناتكم وتريثوا في الأخذ بآرائها وتعرفوا الى مايدخلونه لكم من امور ومالايدخلونها واحذروا مكربعضهم لأنهم يجيدون التسلق وما يتناسب ومصالحهم ومايتوائم مع رغباتكم وتخفي عنكم الحقيقة التي أنتم معنيون بها ومن لايصدق منكم فليخرج من مكتبه وليسأل الناس وعندها سيعرف بعض الخفايا التي هو أحوج مايكون لمعرفتها
ولستُ انا ممن يؤمنون بسياسة دفن الرأس في الرمال وراء الأوهام وأعتقدُ أن سماع رأى الشارع هوالأسلوب الأنجع لتحقيق الأمن الاجتماعى ولاأصدق أن المحاباة أصبحت أفضل طريق لنيل الرضا وكسب الود ولا أحب التستر ولا الانصياع إلى أمثلة اخترعها المتسلقين وقواها الجهل ونشرتها ألسنة الضعفاء لتتحول عبر الأيام إلى ثقافة سلوكية في المجتمع تؤهل من يمتلكها الصعود على سلم المناصب لدرجة أنها أصبحت في هذا الزمن الذي انقلبت موازينه وتغيرت معاييره تأشيرة دخول إلى أروقة بعض المسؤولين الذين يكرهون الصراحة ويمتعضون من قول كلمة الحق خاصة إذا كانت هذه الكلمة تمسُّ ممارساتهم أو ممارسات بطاناتهم التي لاتسمعهم إلا المعسول من الكلام و الديباجة التي ترضي غرورهم ٠حتى ولو اصطدمت ظهورهم المقوسة بالأبواب المصفحه التي لاتفتح إلا لأمثالهم، فالنقاش في نظر هؤلاء المسؤولين مضيعة للوقت وفقدان للهيبة وانتقاص من القدر وتفريط بالعظمة التي يحرصون على إظهارها في جلوسهم ومشيتهم ونظرتهم واستقبالهم وحديثهم وسلامهم وربما في نومهم وتنفسهم
كيف لا وهم في مرآة أنفسهم الأفهم والأقدر والأطهروالأجدر أما الآخرون فينقسمون في هذه المرآة إلى أصناف متعددة كلها أقل منهم شأناً وأضعف بيانا وأوهى عزيمة وأفقر ثقافة الا انها عناكب سامه تلدغ كل من يقترب منها لذا فإن التعالي والتكبّر ضرورة يفرضها التميز الذي وهبه إياهم الله دون سائر خلقه. فلماذا كلُّ هذا الغرورولماذا كل هذه الهالة والعبرة موجودة أمام الجميع فمهما علت الأشجار لن تستطيع بلوغ السماء ومهما طالت الأعمار لابد من الفراق ومن ينظر إلى الكرسي الدوار الذي يجلس عليه يعرف أن دوام الحال من المحال، فماأجمل التواضع وماأجمل أن يتعامل الناس مع بعضهم مسؤولين ورعية باحترام وصدق وإخلاص فالصدق نبني الوطن وبالاحترام والإخلاص نصونه ويبقى أن نقول التملق والمحاباة لغة الخونة والجبناء الذين لايؤملون لشيء ولا ينفعون في شيء. وأصدق الناس أكثرهم احتراماً لنفسه وإعزازاً لها ٠ إستقيموا يرحمكم الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock