مقالات

بشار الأسد من حاكم بالحديد والنار إلى لاجئ إنساني في روسيا

الكاتب: اسعد الهمامي

مقدمه واحداث.

بشار حافظ علي الأسد وُلد في 11 سبتمبر 1965، تولى مهمة الرئاسة من سنة 2000 لدولة سوريا خلفاً لوالده حافظ الاسد الذي كان رئيسًا لسوريا من 1971 إلى 2000 من ضمن حزب البعث العربي الاشتراكي، من عائلة تنتمي إلى الطائفة العلوية نشأ في كنف والده حافظ الأسد، الذي كان يسيطر بقبضة من حديد على سوريا منذ توليه السلطة عام 1970.

بشار الأسد تلقى تعليمه وتخرج من جامعة دمشق من كلية الطب تخصص في طب العيون ، وانتقل إلى لندن لمواصلة تخصصه، وهناك تعرف على زوجته أسماء الأخرس، التي تنحدر من عائلة سورية سنية بارزة.   ولكن حادثة السير لاخيه باسل في سنة 1994نقطة تحول في حياته، استدعاه والده من لندن ليصبح خلفاً وريثاً محتملاً لوالده في الحياة السياسية في سوريا ووجد نفسه في قلب العاصفة السياسية التي حولته إلى حاكم مطلق لبلد ممزق.

حيث تلقى تدريبًا عسكريًا وسياسيًا على يد والده استعدادًا لدوره الجديد وعندما توفي حافظ الأسد عام 2000 تولى بشار الرئاسة بعد تعديل دستوري خفّض الحد الأدنى للسن المطلوب لتولي المنصب.

 في البداية أطلق ما سُمي بـ”ربيع دمشق”، حيث سمح بمجموعة من النقاشات والمنتديات السياسية، إلا أن هذه الفسحة القصيرة من الحرية انتهت سريعًا مع قمع المثقفين والنشطاء المشاركين في هذه النقاشات.

يقول صحافي التقاه عدة مرات لوكالة “فرانس برس” إن بشار الأسد كان دائمًا هادئًا وغير متوتر، حتى في أحلك لحظات الحرب. كان يبدو متحفظا ويزن كلماته بعناية، ولديه قدرة كبيرة على خلط الأوراق والبقاء في المشهد رغم الأزمات.

ورغم هدوئه الظاهري كان يحمل في داخله قسوة واضحة. لم يكن من النوع الذي يظهر العنف علنًا، بل كان يعمل في الظل من خلال الأجهزة الأمنية التي كانت تسيطر على جميع مفاصل الدولة. دبلوماسي أوروبي، التقى الأسد في بدايات عهده، وصفه بأنه شاب مثقف وذكي، لكنه يحمل في داخله ميلاً واضحًا للتشبث بالسلطة وعدم التنازل.

وأضاف أن الأسد كان يبدو دائمًا كرجل يعوّل على الوقت وعلى تحالفاته الاستراتيجية مع قوى كبرى للبقاء في السلطة.

في بداية اندلاع الاحتجاجات عام 2011 ( الربيع العربي ) عُرف بشار الأسد بحكمه الصارم وباستخدام القوة المفرطة تجاه الجماعات المناهضة ضده وضد وحشيته تجاه ثورتهم أثناء فترة الاحتجاجات ورفضه الرضوخ للثورة الديمقراطية في بدايتها ومهدها وشن حملة قمع على سلمية المتظاهرين ورد المتظاهرين مما أدى الى تسلح المتظاهرين وتحولوا الى قوة أمام بشار وجيشه وامكانياته مما أسفر عن مقتل وسجن الالاف في الأشهر الأولى ، وبعدها تم اتهام قوات بشار الأسد بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في سوريا ضد المدنيين طوال الفترة الأولى للثورة ويقال استخدامه للأسلحة الكيماوية، مما دعا الولايات المتحدة والأردن وتركيا والاتحاد الأوروبي بشار الأسد الى التنحي وترك الحكم، ولذلك لم يرضخ بشار الأسد للنداءات، بل تمسك بالسلطة بالرغم لخضوعه لعقوبات وعزله تامة، ولكنه مصر بفضل دعم حلفائه ايران ضد المعارضة، وروسيا ضد الدواعش وطردهم من الجنوب إلى الشمال.

ولكن أيضاً ظهور جماعات متفرقة على الأراضي السورية دخلت من الحدود التركية والعراقية دمرت ودنست الكثير من البنية التحتية وارتكاب الجرائم ضد الأبرياء مما جنح بالبلد إلى حرب أهلية شردت أهلها الى مختلف الدول، وحولتها إلى أرض خصبة للجماعات الإرهابية، وأشعلت حرباً دولية بالوكالة (ظهور داعش في العراق وسوريا) وتدخلات قوى مجاورة مثل ايران وتركيا لكل منهم جيش مرتزقة يحارب بالوكالة على أرض سوريا، وأزمة لاجئين شهدت نزوح الملايين من ديارهم.

ومن مخلفات الحرب في سوريا سواء ضد المعارضة او ضد الدخلاء تسبب النزاع في تدمير البنية التحتية للبلاد وأكثر من نصف مليون قتيل، وترك مدنًا بأكملها في حالة من الخراب..

وصف الأسد هجوم الفصائل المسلحة قبل هروبه إلى روسيا : بأنه تصعيد إرهابي يهدف إلى تقسيم المنطقة، متمسكًا بخطابه التقليدي عن المؤامرات الدولية. لكن الواقع على الأرض يشير إلى انهيار متسارع لنظامه، وتسليم المناطق باتفاقيات بدون إراقة دماء وافساح الطرق لدخول المعارضة، حيث أنه أُجبر على مغادرة العاصمة قبل وصول المعارضة إليها إلى موسكو ، حيث أكدت مصادر روسية أن الأسد وعائلته حصلوا على اللجوء الإنساني. وبذلك انتهى دوره السياسي،

 ليتساءل المجتمع السوري أو الدولي حول مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد للبلد التي أنهكتها الحرب والدمار، تواجه الآن تحديات إعادة الإعمار ورأب الصدع الاجتماعي الذي خلفته سنوات النزاع وعودة النازحين الى ديارهم ووطنهم والتمكن من تجاوز إرث الأسد وبناء مستقبل جديد للسوريين.

ولتبقى هذه الاحداث ذكرى تاريخية فترة حكم بشار الاسد أكثر القادة إثارة للجدل في المنطقة والشرق الاوسط. من بداية الربيع العربي اكثر من 11 سنه عجاف على الأراضي السورية ونزوح الكثير من أهلها إلى العواصم الأوروبية والعربية أطفال ونساء تشردوا ومنهم من مات أو قتل ومنهم من خطفهم الدواعش أو انضمام للقوى المتحاربة.

وأخيراً شاهدنا الاحتفالات في كل مكان في سوريا ومن حولها من الدول عندما سيطرت قوات المعارضة على المدن السورية بدون مقاومة تذكر حتى دخولهم العاصمة دمشق

وانتهى المطاف بالرئيس المخلوع بشار الأسد لاجئا إنسانيا في العاصمة الروسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock