نواب واحزاب

عبدالحليم علام : معركة طوفان الأقصى معادلة الصراع العربي الصهيوني وأحبطت كل مؤامراته

كتبت : شوق عبد اللطيف
شارك المستشار عبدالحليم علام رئيس إتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين
في إفتتاح الإنعقاد الأول للمكتب الدائم لإتحاد المحامين العرب بالأردن، وذلك تحت شعار ” فلسطين القضية العادلة”
وذلك بحضور المستشار الدكتور محمد محمد فريد عزت عضو مجلس إدارة الإتحاد العام للمصريين في الخارج وبمشاركة وفود من رؤساء النقابات ونقباء الأفرع المحامين من جميع الدول العربيه ولفيف من أعضاء مجلس النواب والشيوخ ووزراء العدل .
وقد ألقى المستشار عبدالحليم علام رئيس إتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين كلمة كان لها تأثير عميق واشعلت حماس الحضور.
وهذا نصها :
” بسم الله الرحمن الرحيم
• معالي السيد الأستاذ رئيس مجلس النواب الأردني معالي السيد الأستاذ رئيس مجلس الأعيان الأردني
معالي السيد الأستاذ وزير العدل الأردني معالي السيد الأستاذ يحيى أبو عبود نقيب المحامين بالأردن رئيس الدورة
معالي السيد الأستاذ المكاوي بنعيسى أمين عام اتحاد المحامين العرب
السادة الأمناء العموم المساعدون السادة النقباء العرب أعضاء المكتب الدائم
السادة ضيوف المؤتمر ..الحضور الكريم
تحية الحق والعروبة
بداية أقدم الشكر والتقدير، للمملكة الأردنية الهاشمية، ونقابة المحامين برئاسة معالي النقيب يحيى أبو عبود، التي حملت على عاتقها استضافة هذا الإنعقاد في هذه الأوقات الحرجة من تاريخ أمتنا العربية وعلى الرعاية الكريمة التي حظى بها هذا الإنعقاد من مجلس النواب الأردني برئاسة السيد أحمد الصفدى رئيس مجلس النواب.
حضرات السيدات والسادة؛ نجتمع اليوم في لحظة فارقة منً التاريخ الإنساني تشهد فيه منطقتنا العربية حربًا ضروسًا لم تشهد لها مثيل من قبل
فقد اجتمعت على أرضنا كل جيوش العالم تدعم وتضرب جنبًا إلى جنب مع عدونا، بعد أن دمرت كل مظاهر الحياة على إحدى أراضينا العربية المقدسة، أنها أرض فلسطين وأنه قطاع غزة رمز العزة والكرامة.
وقد كشفت هذه الحرب عن مخططات أعدائنا نحو تهجير وطرد أهلنا من أراضيهم واقتالعهم من جذورهم،
وفرض واقع جديد، يزيد مساحة
الأرض المحتلة، ويضعنا أمام نكبة جديدة، وتصفية كاملة للقضية،
ولكن بسالة المقاومة، وصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه ووطنه، ووقفة مصر وأشقائها العرب، أحبطت كل ذلك.
نعم، لقد غيرت معركة طوفان الأقصى، معادلة الصراع العربي الصهيوني، وأحبطت كل مؤامراته، وقلبت كل موازين القوى، وأثبتت صحة المقولة التاريخية، للزعيم الخالد جمال عبد الناصر، “أن ما أخذ بالقوة، لا يسترد بغير القوة”.
ومن هنا، فإننا نوجه التحية كل التحية إلى هؤلاء الأبطال الذين رفعوا راية العزة والكرامة، وأعادوا روح المقاومة إلى جسد الأمة العربية كلها.
وعلى الجانب الآخر، رأينا صمودًا أسطوريًا، للمدنيين من الشعب الفلسطيني، الذي حوصر من كل مكان، وحرم وسائل العيش، من ماء ودواء، وكهرباء ووقود، ثم حرم كل مظاهر الحياة، وتحمل هذا الشعب الأعزل، مذابح وحشية، ومجازر بربرية هزت ضمير العالم منها، لم تسلم منها مساجد ولا كنائس، ولا مدارس، ولا مستشفيات، وقد راح ضحية هذه المجازر أكثر من تسعة آلاف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من عشرين ألف جريح ومصاب.
فالتحية كل التحية لهذا الشعب العربي البطل ومقاومته الباسلة.
وقد قامت مصر منذ اللحظة الأولى، بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالعمل على وقف العدوان، ورفض الطلب الأمريكي بخروج الرعايا الأجانب من معبر رفح، حتى يتم إدخال المساعدات لأهالي غزة المحاصرين، وأصرت على ذلك.
وحذرت مصر من الاقتراب بحدودها، تنفيذًا لمخططات التهجير والتوطنين، التي أعلن عنها، وأنها تدعم حق الشعب الفلسطيني، في تقرير مصيره، وإقامة دولته على أرضه، التي لا يقبل بديلاً عنها.
وفي نفس الوقت أكدت مصر أنها لن تسمح بأي مساس بحدودها، وأن جيشها على استعداد لمواجهة ذلك بكل القوة، وكما قال الرئيس: “إذا كان جيش مصر قد فعلها مرة، فهو قادر على أن يفعلها مرة أخرى”.
وقد ساندت المملكة الأردنية الهاشمية مصر في ذلك وتكامل الموقف العربي عندما رفضت مصر والأردن، والسلطة الفلسطينية لقاء الرئيس الأمريكي في القمة الرباعية التي كان مقررًا عقدها بالأردن في موقف مشترك يؤكد عدم التنازل عن مبدأ وقف العدوان، وإدانة قتل الأبرياء دون تمييز.
وتحملت مصر بعضًا من الاستفزازات ولم تنجرف إلى حماقات أو تصرفات غير مسئولة ومارست كل الضغوط حتى نجحت في توصيل قوافل من المساعدات عبر معبر رفح.
وكشفت مصر ، أمام دول العالم فى مؤتمر السلام حقيقة القضية وكامل أبعادها، وحذرت من تداعياتها ، حتى وإن لم يصدر عن ذلك بيان، فإن رفض إصدار بيان لم يكن فشلاً بقدر أنه كان تعبيراً عن عدم رضوخ الإرادة العربية للموقف الأمريكي والغربي المنحاز للعدو.
وقد ظهر غياب المجتمع الدولي، وخضوعه في البداية، للإملاءات الأمريكية، المنحازة إلى جيش الاحتلال، إلا أن تصرحيات الأمين العام للأمم المتحدة قد خففت شيئًا من ذلك عندما قال: “إن هجمات حماس يوم السابع من أكتوبر كانت رد فعل على ممارسات الاحتلال طيلة 56 عاماً، وأنها لم تحدث من فراغ، وأنها لا تبرر القتل الجماعي الذي تشهده غزة.
كما ساندت شعوب العالم الحق الفلسطيني وانتفضت تعلن إدانتها للكيان المحتل، وتندد بالمجازر التي ترتكب في حق الأبرياء، وترفض تبرير أعمال العنف، والعقاب الجماعي، وتطالب برفع الحصار عن قطاع غزة.
ومع تواصل العدوان، وأعمال العنف، التي وصلت إلى ذروتها، ومع فشل مجلس الأمن الدولي أمام مشروعات قرارات بوقف إطلاق النار، نجحت المجموعة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الحصول على قرار أممي، وبأغلبية كبيرة، صوتت فيها 120 دولة عضواً بالأمم المتحدة على قرار هدنة إنسانية توقف خلالها أعمال العنف، وتسمح بدخول المساعدات، وقوافل الإغاثة إلى المحاصرين.
ومع أنه قرار غير ملزم، إلا أنه يعد بادرة لفرض الإرادة العربية على الهيمنة الأمريكية ومقدمة لإعادة موازين العدالة إلى المجتمع الدولي.
دعونا نقول بكل الصدق أن الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية، والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني باتا يشكلان منعطفًا جديدًا في التعامل مع القضية الفلسطينيةً، وأصبح على العالم، أن يعيد النظر في جدوى المنظمات الدولية، بعيداً عن غطرسة الدول الكبرى، فالحق يعلو فوق كل قوة، والإرادة والعزيمة تسمو على كل غطرسة وكبرياء.
علينا أن نصارح أنفسنا بأننا لم نكن على إدراك كامل، بمدى قوتنا، وأهمية وحدتنا، وأن عدونا واحد، وعلينا أيضًا ألا تقتصر ردود أفعال مؤسساتنا تجاه أي عدوان على شعوبنا ببيانات شجب أو ادانة واستنكار، فقد فرضت المعركة على الواقع العربى، أن تكون له آلياته الجديدة لمواجهة كل التحديات.
نعم : لقدحان الوقت، أن تكون للأمة العربية،وسائل لفض المنازعات التي تجرى فيما بين دولها، بعضها البعض، أو فيما يحدث من نزاعات داخل البلد العربى الواحد.
ولعل ما يجرى في السودان، وليبيا، وسوريا، ولبنان من نزاعات داخلية ساهمت قوى أجنبية في إشعالها، تغذي هذه الصراعات، على حساب مصالح شعوب هذه البلدان العربية، لتستمر الفتنة، ويزداد الصراع،، فما أحوجنا أن تكون لنا آليات لكل الخلافات العربية.
فقد أصبح علينا أن نراعي الآتي:
أولاً: أن نعيد النظر في كل اتفاقيات السلام التي أبرمت بين العرب والكيان الصهيوني فقد أصبحت حبراً على ورق، ومن جهة ثانية لابد من إعادة النظر في اتفاقيات التطبيع مع هذا الكيان لأثاره المدمرة على مستقبل شعوبنا.
ثانيًا: علينا أن ندرك جيدًا أن أي اتفاق سلام يتم إبرامه بعد هذه الحرب لا يعيد الأرض الفلسطينية لأصحابها، ولا يعطي الشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره، وإقامة دولته على كامل أرضه، وعاصمتها القدس الشريف، فإنه والعدم سواء.
ثالثًا: علينا أن نطالب حكوماتنا بطرد سفراء الدول التي تدعم الكيان الصهيوني، على حساب الشعب الفلسطيني.
رابعًا: على الدول العربية جميعاً أن تقف ضد مخططات التهجير والتوطين التي يخطط لها العدو منذ سنوات، بعد أن أصبحوا مدركين بخطورة ذلك على بقاء القضية الفلسطينية ذاتها دون تصفيتها، باعتبار أن ذلك مقدمة لإقامة دولة الكيان، من النيل إلى الفرات.
خامسًا: علينا ألا نتهاون في قبول تدنيس مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، لأن المساس بهما انتهاك للأمن القومي العربي، وقد أدرك العالم كله، أن الشعوب العربية باتت على قلب رجل واحد، وأنهم لن يعودوا كما كانوا من قبل.
سادساً: علينا في اتحاد المحامين العرب أن نسعى لوضع برنامج عمل نوثق فيه جرائم الحرب التي ارتكبت كل على حدة، لتقديم مرتكبيها إلى المحكمة الجنائية الدولية، وعلينا توفير الدعم الكامل للقضية الفلسطينية، قانونياً ومادياً ومعنوياً.
وفى الختام نقول أن إسرائيل إرهابية، وأن أمريكا إرهابية، وأن فرنسا إرهابية، وأن ألمانيا إرهابية وأن فلسطين عربية رغم أنف الصهيونية
عاشت فلسطين وعاشت القضية الفلسطينية، عاشت الأمة العربية ” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock