متابعة/ عادل شلبى
إبرار لوعد قطعته على نفسي، بألا أتوقف عن الحديث عن نجاح مصر، وقواتها المسلحة، في التخطيط، وتنفيذ حرب أكتوبر ١٩٧٣، كشاهد عيان عليها، فقد زرت أكثر من جامعة مصرية، محاضراً طلابها عن معارك تلك الحرب المجيدة، التي بدأت في أعقاب هزيمة يونيو ١٩٦٧، مباشرة، حتى تحقق لنا النصر المبين. وكان من بين ما استعرضته، في هذا العام، بطولات القوات البحرية المصرية، ومنها ملحمة في إغراق المدمرة إيلات، التي ترقد الآن في قاع البحر المتوسط، أمام سواحل بورسعيد، التي خسر فيها العدو الإسرائيلي 47 قتيل و91 جريح من طاقم المدمرة، وطلاب الكلية البحرية الإسرائيلية. وكذلك النجاح في إغراق الغواصة الإسرائيلية دافار، التي كانت تحاول مهاجمة ميناء الإسكندرية، إلا أن الكاسحة المصرية، بقيادة المقدم بحري عبد المجيد عزب، نجحت في إصابتها، حتى غرقت أمام سواحل قبرص.
ولما تطرقت لقيام إسرائيل بانتشال أجزاء من تلك الغواصة، وعرضتها في المتحف البحري الإسرائيلي في حيفا، بادرني العديد من الطلبة، بعد انتهاء المحاضرة، بتساؤل عن إمكانية قيام مصر بانتشال حطام المدمرة الإسرائيلية إيلات، ووضعها في المتحف الحربي في القاهرة. والحقيقة أنني وجدتها فكرة رائعة، فقمت بالاستفسار من صديقي اللواء بحري أركان حرب محفوظ مرزوق، عن إمكانية تنفيذ تلك الفكرة، فأكد لي بأن قواتنا البحرية تمكنت، بالفعل، من الوصول، لمكان المدمرة وتم تصويرها في القاع، موضحاً أن جسم المدمرة يرقد في منطقة صعبة للغاية، عبارة عن أرض سبخية، هي امتداد لسهل الطينة، غاصت فيها معظم جسم الغواصة مما يُصعّب مهمة انتشالها، لارتفاع التكاليف المادية، والفنية المعتمدة على تكنولوجيا عالية.
فتبادر إلى ذهني أن ننتشل جزء منها، ولو بسيط، لوضعه في المنطقة المفتوحة أمام المتحف الحربي في بورسعيد، في المكان الذي دُمرت فيه المدمرة الإسرائيلية، ويوضع أمام ذلك الجزء تمثال للأبطال الحقيقيين، الذين نفذوا عملية إغراق أكبر القطع البحرية الإسرائيلية، التي كان يقودها المقدم شوشان، بدءاً من قائد القاعدة البحرية في بورسعيد، حينئذ، العقيد بحري أركان حرب سميح إبراهيم، الذي أصدر الأوامر بإنطلاق 2 لانش صواريخ كومار من القاعدة، وقادة لنشات الصواريخ وهم النقيب أحمد شاكر والنقيب ولطفي جاد الله ومعاونه الملازم أول السيد عبد المجيد والملازم أول حسن حسني والضابط سعد السيد، وتوضع بجانبهم صورة خمسة وعشرين جندي مصري من القوات البحرية وأطقم تلك الزوارق.
كان ذلك مجرد اقتراح من بعض الطلبة، وقد يلاقي سبيلاً لتحقيقه، ليكون مصدر فخر بأبناء قواتنا المسلحة المصرية، وتقديراً لبطولاتهم.
إتبعنا