الكاتب : بروفسور حسين علي غالب بابان …. أكاديمي وكاتب كردي مقيم في بريطانيا
تحالف دولي من أجل إيقاف “القوة الضاربة ” في اليمن تقوده أمريكا من أجل “طفلها المدلل” هذا ما أعلنته مرارا وتكرارا ، ف “القوة الضاربة” باتت تستهدف السفن الحربية الأمريكية أولا والسفن التي تريد الوصول إلى عدونا ثانيا لتمده بمختلف الامدادات منذ ما يقارب الشهر وهذا ساهم بزيادة خسارة عدونا وجعله يفكر ببدائل لجلب أبسط حاجياته ،خصوصا وأنه خاسر خسارة فادحة في قطاع غزة ، وكذلك أعلنت بريطانيا أنها منذ الآن سوف تستهدف دون تردد أي من يهدد سفنها أو قواتها أو النقل البحري، وبالفعل قامت بعدة ضربات خاطفة في اليمن كإعلان واضح أنها جادة في الأمر ولا تهدد من فراغ.
اليمن لمن لا يعرف هذه البلد الجميل ، فإنه يطفو على كم هائل من الأسلحة والتي تباع بسعر بخس كما أن الرئيس اليمني السابق ” علي عبدالله صالح” كان يوزع الأسلحة للقبائل كهدايا بين فترة وأخرى ولهذا كل اليمنيين مسلحين ويعرفون كيف يستخدمون مختلف الأسلحة منذ أكثر من أربعة عقود ، والآن الوضع تطور لأن اليمن بات ينتج “طائرات مسيرة “و “صواريخ “طويلة وقصيرة المدى ، وأي سفينة سوف تمر أو رتل عسكري على الأرض سوف تنزل عليه “الطائرات المسيرة ” و” الصواريخ ” كزخات المطر، كما أن المجتمع نفسه مجتمع “قبلي” متوارث فيه “النخوة ” و “الشجاعة” ولهذا لم يستطع أحد على مر التاريخ من هزيمة وكسر شوكة هذا الشعب ومن لا يعرف هذه الحقيقة فليقرأ كتب التاريخ .
كذلك تضاريس اليمن جبلية شاهقة ومعقدة ، ومن يريد الدخول في حرب فعليه أن يدرك أن الأمر ليس بالسهل والهين ، كما يقول ويدعي بعض العسكريين الأجانب ، وكذلك ضحكت كثيرا وأن أقرا بيان عسكري يذكر فيه أنهم استهدفوا “البنية التحتية” وأنا عشت في اليمن في منتصف التسعينات وكثيرين عاشوا في اليمن ويعلموا أن لا “بنية تحتية ” هناك للأسف الشديد، حيث التيار الكهربائي لا يأتي لساعات طويلة وعندما تمطر فأن الشوارع تغرق والطرق مدمرة، وذلك بسبب فساد المسؤولين في فترة حكم “علي عبدالله صالح” حيث لم يفعلوا أي شيء يذكر لليمنيين.
دعاة الحرب وخصوصا “الأمريكان والبريطانيين “حمقى بكل ما تعنيه الكلمة، وأفغانستان والعراق أكبر دليل على صحة كلامي ، والسيناريو نفسه لا يتغير بتاتا ، خطاب تقليدي هزلي يدعي “النصر والفوز ” وفي الواقع وعلى أرض المعركة هم “مهزومين “وفقط يستخدمون الضربات الجوية ، وإعلامهم يدعي “بطولات” وهمية وبعضنا يتابع إعلامهم ويصدقه دون إدراك الحقائق والمجريات التي تحدث.
أنا أتمنى أن تعيش منطقتنا الهدوء والاستقرار، لكن “أمريكا” ومن معها يريدون فرض سيطرتهم رغم أنهم “ضعفاء “للغاية ، وما من حرب دخلوها حتى خسروها و باعترافهم هم، فأن أرادوا دخول حرب جديدة ضد “اليمن ” فأنا متأكد بأن اليمنيين سوف يرحبون بهم ب”طريقتهم الخاصة “.