ناصر عبدالحفيظ يكتب : يا دنيا لفي بينا”: لهيثم الشاولي

كتب : حامد خليفة
وسط هذا الزخم والتنوع في الحياة نادرا ما تستوقفك أعمال إبداعية يشبه بعضها البعض لكم اغنية يادنيا لفي بينا للطبيب المطرب د هيثم الشاولي استطاعت ذلك والأكثر هذه الدهشه التي تعتريك وانت تمضي مع احساسه مع اللحن والتوزيع والصوره البصرية في أغنيته الجديدة
فبين مطرقة الواقع وسندان الأحلام، أطل علينا الفنان هيثم الشاولي بقطعه فنيه غنائيه جديدة يقدم من خلالها لوحة إنسانية شديدة الواقعية، تلمس وتراً حساساً في قلب كل من ذاق طعم الحياة بحلوها ومرها.
فلسفة التناقض: الضحك والبكاء في آن واحد تبدأ الأغنية بمدخل فلسفي عميق يصف حال البشر، حيث يستهل الشاولي غناءه بكلمات تصف المشهد الإنساني بدقة: ”
ناس بتضحك وناس بتبكي، الكل في سكته راضي”.
هنا، يضعنا العمل أمام مرآة النفس، ويسكننا جميعا حيث القلوب الطيبة والقاسية تعيش جنباً إلى جنب في عالم واحد،
لكن لكل منها “دنيا ثانية” غارقة في تفاصيلها.
الدراما في العمل تكشف صدمة الخذلان وعمق الجرح
وتنتقل في شطرها الثاني إلى منطقة أكثر وجعاً، وهي منطقة “الخذلان”. الكلمات لم تكن مجرد نظم شعري، بل كانت صرخة عتاب هادئة لكل من خذل التوقعات: “اللي كنا فاكرينهم سند لينا، كانوا السبب في دموع عينينا”. توصيف الحالة هنا يذهب إلى أبعد من مجرد حزن عابر؛ إنه رصد لجراح لا تجد طبيباً ولا دواءً، خاصة عندما تأتي الطعنة من القريب أو الحبيب.
إحساس المطرب: نبرة تجمع بين الانكسار والكبرياء هذه المنطقه التي تذيق المستمع حسا من الصعب أن تصف متعته الحروف
جاء أداء هيثم الشاولي مكملاً للنص الشعري ببراعة؛ حيث اعتمد في البداية على نبرة “المناجاة” الهادئة، وكأنه يتحدث إلى نفسه في لحظة تجلي.
في القرارات: كان صوته يحمل ثقل السنين والتجارب، خاصة وهو يتحدث عن الألم الصامت الذي يصعب الكلام عنه.
في الجوابات: عندما ارتفع الإيقاع في “الكورس”، تحول صوته إلى نداء استغاثة ورغبة في التغيير، وهو يطالب الدنيا بأن تدور نحو “الفرحة”. لقد نجح الشاولي في إيصال “الصدق الشعوري” دون مبالغة أو استعراض صوتي، مما جعل المستمع يشعر أن الأغنية تحكي قصته الشخصية.
الموسيقى: رحلة من الشجن إلى التفاؤل
رغم الحزن الذي يغلف الأبيات، إلا أن التوزيع الموسيقي لم يستسلم للسوداوية. دعوة “ع الفرحة يلا بينا” كانت بمثابة خيط الضوء في نهاية النفق المظلم. الأغنية تخبرنا أنه برغم الحواجز التي تضعها الحياة أمام أحلامنا، يبقى الأمل في “لفة” جديدة للقدر تأخذنا بعيداً عن حكايات الحزن.
أغنية “يا دنيا لفي بينا” ليست مجرد عمل عابر، بل هي رسالة لكل قلب يتعافى من صدمة، ولكل إنسان يحاول أن يتعلم من دروس الماضي. لقد استطاع هيثم الشاولي أن يثبت مجدداً أن الفن الحقيقي هو الذي يغوص في تفاصيل الروح البشرية ويخرج منها بكلمات تعزينا وتمنحنا القوة للاستمرار.
اكتشاف المزيد من
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.












