كتب : اسعد الهمامي.
من المعروف أن إيران تهاجم إسرائيل عن طريق وكلائها في المنطقة العربية بعيداً عن أراضيها ويعرف عنها أنها فقط الداعم لوكلائها بشكل علني ، ولكن من غير تدخل منها شخصياً، ولكن هذه المرة خرجت عن قواعد عملائها ووكلائها ، وهاجمت إسرائيل بنفسها من أراضيها بصواريخ ومسيرات انارت السماء في ذهابها لقواعد إسرائيل الحربية بعيداً عن المناطق السكنية والمناطق الاقتصادية كأنه شيء مدروس ومتفق عليه بين امريكا وايران ( لا ضرر ولا ضرار ) ولكن لحفظ ماء الوجه وارضاء وكلائها في المنطقة مثل الحوثيين وحزب الله، وبذلك تكون هذه التجربة والضربة لأول مرة تصل صواريخ ومسيرات من إيران نفسها إلى إسرائيل.
وننتظر ماذا يكون رد إسرائيل هل تلتزم عدم الرد لعدم وجود ضحايا أو ترد بضربة أخرى لعملاء ايران في سوريا او لحزب الله أو للحوثيين في اليمن، وعدم توجيه ضربه على منشأت ايران النووية وغالباً لن يحدث إلا بالتنسيق والتوجيه من أمريكا لإسرائيل ، ودائما ان امريكا مهمتها التوجيه والمراقبة وعدم الاشتراك مع اسرائيل في أي هجوم مباشر على ايران ، خوفاً من توسيع الصراع في المنطقة لأكبر من ذلك وحدوث مواجهات كبيرة، وخاصة ممكن تكون عن طريق جميع ميليشيات الإيرانية التابعة لها في البلاد العربية بمهاجمة وخوض حرب بجانب ايران ضد إسرائيل والقواعد الامريكية.
ومن فترة اعتادت إسرائيل مهاجمة عملاء ايران في سوريا علناً بصواريخ ويسقط قتلاً ، وتوعدت ايران عند كل اعتداء لعملائها ، ولكن في قصف إسرائيل وسقوط قتلى في قنصليتها بسوريا ردت بعد أسبوعين بوابل من الصواريخ المسيرة والبالستية وكروز على منشأت إسرائيلية وعدم سقوط ضحايا ويقال أنه لحفظ ماء الوجه ولتتجنب رد أوسع واشمل.
وقالت اسرائيل أنها رصدت نحو 90% من تلك الصواريخ، بينها 7 صواريخ حاولت الوصول لقواعد عسكرية، ومنها القاعدة التي انطلقت منها المقاتلات “إف 35” والتي هاجمت القنصلية الإيرانية، ما يوحي بأنها انتقمت بالفعل عسكريا وحققت ما كانت تبتغيه سياسيا أمام وكلائها وأذرعها في المنطقة.
واشارت اسرائيل عن طريق القناة الإسرائيلية (12) في مجلس وزراء الحرب الاسرائيلي مناقشة مجموعة من الخيارات (اليوم الاثنين)، وهي إيذاء إيران بعد هجومها بطائرات مسيرة وصواريخ ولكن دون التسبب في حرب شاملة.