حوار ورأي

قصة مسلسل الحشاشين: هروب حسن الصباح من السجن

كتب : اسعد الهمامي

تعود قصة الحشاشين، مسلسل تاريخي، تدور أحداثه في القرن الـ 11، بشمال بلاد فارس، حيث أسس حسن الصباح فرقة من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها بـالفدائيين ، رجال لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم، حيث كان هؤلاء الفدائيون يلقون الرعب في قلوب الحكام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جدًا.

ورأي الاغلب على مواقع التواصل الاجتماعي، ومتخصصون في شؤون تنظيمات الإسلام السياسي أن حملة الهجوم من المنتمين لجماعة الإخوان، ما هي إلا انعكاس ادراكي من جانب المنتمين للجماعة أو المتعاطفين معها لأوجه الشبه بين الجماعتين، من حيث «الحساسية البالغة» لتوظيف الدين لأغراض سياسية للوصول إلى مبتغاهم وهو حكم البلاد جميعها واثبات وجودهم بجميع أفكارهم واعتناقها من قبل العامة واتباعهم، وهو ما حصل عند كلا الجماعتين .فجماعة حسن البنا قد وصلت لسدة الحكم بعد فترة نزاع دموي طويلة مع الدولة دامت اكثر من 80 سنه وفشلت وانتهت خطورتها وايديها ملطخة بدماء الابرياء، وجماعة حسن الصباح كانت الأكثر دموية في وقتها ، ارتكبت العديد من اغتيال الشخصيات في أصفهان وغيرها للوصول لحكم المنطقة في تصور وهواجس حسن الصباح من خلال القلاع التي استولى عليها بعد هروبه من السجن، ولذلك تباينت أوجه الشبه بين الجماعتين لمستمعي المسلسل ومتابعينه في مصر والوطن العربي.

ويلعب بطولة المسلسل عدد من الممثلين المصريين والعرب، يتقدمهم الفنان المصري كريم عبدالعزيز، ( من تأليف الكاتب عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي)، ومن إنتاج الشركة المتحدة للإعلام ،وقد استغرق تصوير المسلسل عامين، وكان من المقرر عرضه في رمضان الماضي، لكن تم تأجيله ليُعرض هذا العام بسبب تصوير مشاهد من المسلسل في مالطا وكازاخستان، وفق تصريحات سابقة لصناع العمل.

ومن خلال المسلسل قد رأينا الخيانة الواردة عند كل الجماعات لا يختلف عليها اثنان من حيث الاعمال الدموية واستغلال الدين لجذب العديد من الشباب لتجنيدهم لصالح الجماعة وملء عقولهم بالافكار الهدامة وكسبهم للفلوس أكثر وجهادهم يدخلهم الجنة وكثير من الخدع من أجل وصول الجماعة لحكم البلاد، وبذلك بذل حسن البناء واتباعه مجهود كبير لتجنيد الكثير من الشباب وأيضاً رموز في الدولة، وامتدت دعوته الدينية وتوظيفها سياسياً إلى خارج مصر وخاصة دول شمال افريقيا واغلب الدول العربية ولديهم مكاتب وقنوات لمهاجمة الدولة المصرية في كل من أوروبا وأمريكا وتركيا.

ولذلك من خلال مشاهدة المسلسل نجد مساحات مشتركة كبيرة بين الإخوان والحشاشين، وأن الحديث عن جماعة الاخوان قد سبق تداوله كثيراً عند الكتاب والمؤرخين لاسطورة حسن البنا فهي جماعة استخدمت القتال والقتل المتعمد بدعوى الجهاد، ووظفت الدين لخدمة أغراضها السياسية، وبذلك من يشاهد المسلسل يجده يحمل إسقاطاً ويلبس جماعة الإخوان مباشرة في كل شيء، التي استلهمت العديد من أفكار وأساليب الحشاشين في تاريخها التنظيمي.

ومن الواضح أن إمام الاخوان حسن البنا استلهم من حسن الصباح فكرة بناء الجماعة على الولاء المطلق من الاتباع لقائد الجماعة، وأن تلك البيعة تقوم في الجماعتين على «السمع والطاعة والثقة العمياء من الموالين لزعيم الجماعة» وثبت ذلك بعد وفاة حسن البنا ولائهم لكل قائد يخلفه من قادتهم بمكتب الارشاد.

في المقابل شن مدونون على السوشيال ميديا المنتمين للإخوان المسلسل انتقادات غيظية لديهم، وارجعوا ذلك الهجوم إلى ما كشفه العمل الدرامي من تشابه بين الجماعتين «حسن الصباح مؤسس الحشاشين، وحسن البنا مؤسس الإخوان، وجهان لعملة واحدة، وكل الانتقاد للمسلسل، لأنه يفضح أصل وممارسات الحشاشين التي لا تختلف عن ممارسات الإخوان». بينما استخدم مدونون آخرون اسلوب للسخرية من غضب «الإخوان» ضد العمل الدرامي.

ولكن في الحقيقة يعد المسلسل أفضل وأقوى مسلسل تاريخي مصري واكثر من رائع ومجهود صناعي محترم منذ فترة طويلة لم يكن فيها عمل فني مصري خالص بنفس اللهجة المصرية السهلة السمع والانصات المفهوم لدى عامة الشعب المصري وكذلك في الوطن العربي.