متابعة/ عبدالحفيظ موسى.
فى ديسمبر 2015 كنت فى زيارة لشرم الشيخ ووقتها وبالصدفة قابلت أكثر من رجل مثلى
وكان وقتها هو «قضية حمام الأزبكية»، حينما قبضت الشرطة على شبكة اتهمتهم بأنهم يمارسون اللواط داخل حمام بلدى فى منطقة الأزبكية، تضم 26 شخصاوقابلت مجموعة من الاوربيين
أذكر يومها أننى سألت أحدهم لماذا تنشغل دولة أوروبية كبرى بأن تكون قضيتها الأساسية مع مصر هى المثليون جنسيا وليس الإرهاب أو التنمية أو حتى الديمقراطية وحقوق الإنسان؟!. وسألته أيضا ألا تدركون خطورة التركيز على مثل هذه القضايا فى البلدان الاسلامية؟.
هذا الأوربى قال لى وقتها إن المجتمعات الأوروبية حسمت أمرها، تتعامل مع القضية باعتبارها حرية شخصية، هذا أولا أما ثانيا، فهناك جماعات ضغط مؤثرة تدافع عن المثليين، وبالتالى فإن غالبية الحكومات الغربية ترى بأن ما يحدث فى مصر ضد المثليين مقلق جدا.
قضية حمام الازبكية انتهت ببراءة المتهمين، لكن قضية المثليين ظلت كالنار تحت الرماد.
وقبل أسابيع قليلة كنت ومجموعة صغيرة من رؤساء التحرير فى زيارة لدولة أوروبية كبرى أيضا، والتقينا مع أحدهم ، وخلال النقاش كان هذا الأوربى مايكل يتحدث بصورة شاعرية مؤثرة عن وزير خارجية سابق لدولةاوربية توفى قبل شهور، وكان الجميع يعرف أنه مثلى الجنس.
من يتابع هذا الملف فى الغرب فلن يندهش، لأن العديد من هذه المجتمعات سمحت بزواج المثليين، بل أن الأمر وصل إلى بعض رجال الدين فى الكنائس.
هولندا هى أول دولة تسمح بزواج المثليين منذ عام ٢٠٠١ تحت مسمى «الزواج المدنى والشراكة المنزلية»، وتلاها فرنسا وبلجيكا وكندا وإسبانيا والنرويج والسويد والدانمارك والبرتغال وإيسلندا والأرجنتين والمكسيك والبرازيل ونيوزلندا. فى حين تعارض كل من روسيا والهند والدول العربية والإسلامية هذا الزواج وتجرمه.
وقدم الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما دعما كبيرا للمثليين، وأقرت ولاية واشنطن هذا الحق أيضا، وناشد أوباما بابا الفاتيكان ليغير رأيه من المثليين، لكن البابا فرنسيس لا يزال يصف زواجهم بأنه خطر يهدد النظام التقليدى للأسرة ويقوض مستقبل البشرية. ورأيه أن الأسرة الطبيعية بين رجل وامرأة، وكل ما يخالف ذلك يهدد كرامة الإنسان. ورغم ذلك فإن البابا طالب الكنيسة بإظهار الاحترام للمثليين والاعتذار لهم بسبب الطريقة التى تم التعامل بها معهم، وقال: «إذا كان أحدهم مثلى الجنس ويبحث عن الرب بنية حسنة فمن أنا لأحكم عليه؟.لكن البابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية أكد أن زواج المثليين مرفوض تماما من الإيمان المسيحى ومن المؤمنين ومن الله.
السؤال هو: ما الهدف من كل ما سبق؟
الإجابة ببساطة هى الحفل الغنائى للفريق اللبنانى «مشروع ليلى» حيث ثم رفع علم قوس قزح «رينبو» وهو شعار المثليين، وللمرة الأولى نرى جهرا من المثليين فى مصر بحالتهم، بل ظهر بعضهم فى أجهزة الإعلام، وذلك هو التطور الأهم.
هل ما حدث مفاجأة؟
الإجابة لا، لأن أى مراقب يدرك أن وباء المثليين يتفشى بصورة خطيرة عالميا، وكأن هناك تنظيمات سرية تدعمه. هو موجود فى مصر وفى المنطقة العربية، لكن لا توجد معلومات دقيقة موثقة عنه. ونسمع منذ سنوات عن شخصيات بارزة بالمجتمع يقال إنها مثلية الجنس، من دون التأكد من صحة هذه الاقاويل.
السؤال الآن:
هل نعالج هذا الملف الشائك والحساس جدا بالإجراءات الأمنية فقط كالعادة، أم أن هناك جهدا مفقودا، ينبغى أن تقوم به جهات ومؤسسات أخرى كثيرة فى الدولة؟! سؤال يحتاج إلى المزيد من النقاش.
إتبعنا