ظاهرة التحرش الجنسي على الأطفال…هل هي ظاهرة

هل التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال تحول من مجرد واقعة إلى ظاهرة؟(٢)
بقلم. د. إنجى الحسيني … متابعة. عادل شلبي
نعود لتكملة الجزء الأول من المقال لنتساءل :
رغم خطورة المكان، والتوقيت وصغر سن المتقدم وعوامل أخرى أشرنا لها في السابق .. هل يمنع عامل الكبر في السن وديانة المجرم من تنفيذ العدالة؟
الغريب في الأمر أن تلك الواقعة الخاصة بمدرسة سيدز الدولية” أتت بالتزامن مع الحكم الصادر في قضية الطفل “ياسين” طفل مدرسة الكرمة بدمنهور، حيث تم تخفيف الحكم على المسن المعتدي على الطفل من المؤبد إلى السجن عشر سنوات، ومع ذلك مازالت بعض التعليقات تشجب وتندد بحبس المتهم، وإنه ظُلم لكونه مسيحيًا، للأسف تلك الأصوات تمثل بوق من أبواق الترهيب المجتمعي، صوت متحيز للديانة لا للإنسانية والطفولة، بوق يريد إخراس كل ما يشجب النجاسة وفساد الضمير.. صوت عالي يضع قوانين وقضاء يخصهم لوحدهم من باب التمييز الديني الذي يحرص معظمهم على استغلاله واظهاره لتحقيق مكاسب حتى لو على حساب على طفل بريء، ولسوف تجد تلك الأصوات متعاطفة بشكل كامل وإنساني مع أطفال مدرسة سيدز، نظرًا لكون المعتدين لا يدينون بالمسيحية، ورغم أن أحد الجناة كبير في السن وهي المبرر الذي استخدمه المدافعون لتبرئة ساحة المجرم.
إن ما مارسته تلك الأبواق من اتهامات وشجب وحجج ومبررات ودفاع مستميت عليهم الاعتذار للمجتمع خاصة بعد صدور الحكم وفي ضوء جريمة أخرى تمت بنفس النمط..
وعليه ننادي بوجوب تغيير التشريعات والقوانين:
•إن الأحكام في جرائم التحرش بالأطفال في المدراس يجب أن يكون من الأحكام المشددة العقوبة حتى يستقيم المجتمع، بغض النظر عن سن المتهم أو ديانته أو ظروفه النفسية والاجتماعية ومهما كانت الضغوطات التي تمارس على القضاء وعلى وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.. فكيف نأمن على أطفالنا مستقبل الغد وهم يتعرضون للانتهاك الجسدي في سن صغيرة؟؟ هل نأمل أن يكون الفرد منهم سوي نفسيًا وفكريًا هو يتعرض للإيذاء والاغتصاب؟؟ كيف نمسح من ذاكرته الرعب الذي تعرض له، ونرجو أن يصبح رجلًا مستقيمًا وطبيعيًا في المستقبل ليست لديه ميول جنسية غير سليمة؟؟؟
تلك الجرائم التي تهدد أمن وسلام المجتمع تستحق من لجنة الشؤون التشريعية بمجلس النواب أن تدرس تعديل قوانين العقوبات، وتمكين المحاكم من تطبيق عقوبات رادعة لأي سن بما في ذلك الإعدام في حالات الاغتصاب المفضي إلى الموت ضد الأطفال، حتى لو كان الجاني دون 18 عامًا.
ارحموا أطفال اليوم.. أباء وأمهات الغد ولا تأخذوا بالمعتدين شفقة ولا رحمة ولا تستسلموا للابتزاز العاطفي من أي جهة.. ولعل القرار الخاص باستلام القضاء العسكرية أوراق قضية مدرسة “سيدز” هو من الخطوات الهامة حيث يتم التعامل مع تلك القضايا بكونها أمن قومي يجب حمايته.
اكتشاف المزيد من
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.




