بالرغم من أن البيئة المدرسية تعتبر بيئة آمنة الى حد كبير إلا أن بَيْنَ الْفَيْنَةِ وَالأُخْرَى تطفو على السطح حالات فقيرة إلى الحب والتسامح وقبول الآخر. فهي تسعى جاهدة للهيمنة والسيطرة على المستضعفين حولها ,مستخدمة تكنيك الاِفْتِنَان فِي الخُصُومَةِ. كأن العدوان والعنف ونبذ الاخر .. غريزة !
كذا المتنمر في سماته ومكتسباته مهيج للشر , مثير للشغب، محرك الفتن، هدفه الحاق أكبر قدر من الأذى والضرر بضحاياه. .
إن الوعي بهذه الظاهرة مسبباتها ودواعيها يتطلب وعيا وجهدا لا يفتر أو يغيب عن المعلمين وأولياء الأمور، ولولي الأمر النصيب الأكبر، بما يترتب عليه من مناخ يفسد على الطلبة التحصيل والتلقي الدراسي والشعور بانعدام الأمن و الثقة, ناهيك عن ازدياد وتسارع وتيرة القلق و الاحباط قد يصل حد جعل المدرسة فعليا بيئة منفرة للمعلم و الطالب ملأي بالأحقاد وحُبلى بالعداوات , لا يُدرِّي أين تسقط نبال الألسن من الهمز واللمز ويسمع دوي ذويها .
مثل هذه الظواهر ليست حديثة العهد ومن تتبع المدرسة النبوية وجد أمثولات حية داء ودواء لآفات الألسن , الأنفس والهوى , لكن وسائل التواصل المتاحة صيّرتها أكثر حدة وعدوانا , والمتنمر عادة ما تصل ذروته ما بين العاشرة والثامنة عشر ربيعا ,حتى تقل تدريجيا في المرحلة الثانوية والجامعية هكذا يعتقد الباحث في مجال الخدمات الاجتماعية , النفسية والتربوية . لكن الصادم للأمر أنها تصل للمعلم وتنال منه و تجعله ضحية لمعدمي الضمير والأمانة , متخذة أشكالا وصور كيدية عديدة بين ترهيب وتهديد وابتزاز ونشر الشائعات حوله وتأليب الرأي العام عليه والحاق ضررا معنويا أو ماديا. وبدلا أن تكون المدرسة رمزا مقدسا ” للعلم والخُلق والأدب ” تقوم على توقير المعلم , تبجيله و احترامه أضحت ” البلطجة
والعصابة “اصطلاحا مؤدلجا و الصراخ مكسبا , للنيل من المعلم و كأنه عدو لدود , هدفها انزاله من منزلته والحط من كرامته , عصابة شعارها الصراخ والنواح واغتصاب الحق لمن لاحق له”
فلم ولمن تتصيد الأخطاء؟!
وهو المربّ الفضيل والمؤدب الكريم، وريث منهاج النبوة ,عزيز النفس ليس كائنا مجنحا “ملاكا أو شيطانا ” لكنه انسانٌ يخطئ ويصيب ويبذل كل ما في وسعه كي يرتقي بأبنائه و طلابه ويحسن من أدائهم وتحصيلهم الدراسي .
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم ” إن الله لا يحب المعتدين ” فإياكم والظلم فانه منقصة ومحرمة وبضاعة ردت اليكم متى شاء الله لها, فتبينوا قبل أن تصيبوا قوما بجهالة . وكونوا أكثر حنكة ودراية بما يمليه عليكم الضمير . ولابد من يوم تسقط عن تلك الوجوه الضالة المضلة قناعها , خاسرة أنفسها ومن تبعها اتباعا.
إتبعنا