حوار عبدالحفيظ موسى مع الصحفية هالة مغاورى
هالة مغاورى المقيمة بفينا تفتح قلبها وتتحدث
اليوم الأربعاء جمعتى الصدفه مع الزملية الصحفية والمهتمة بقضايا بطالة شباب خريجين الجامعات خاصة القرى المنعزلة عن المدن وبحكم متاعبى لكتاباتها المجتمعية وجدتها فرصة لإستطلاع رأيها فى أسباب تعثر فرص عمل خريج الجامعات خاصة فى الريف والقرى
وطرحت سؤالا وهو لماذا لا يجد الشباب حديثي التخرج فرص عمل ، وكانت الإجابة تتلخص أنهم لا يطورون من أنفسهم وترى” شرين” النسبة الكبرى هو انتشار الواسطة بشكل واضح.
في هذا الحوار ناقشت موهبة صحفية متمردة على الواقع لقبها متابعيها بقلب الأسد وتناقشت معها بشكل موضوعي ومفصل وأجابت “هالة ” السبب الأكبر لعدم قدرة شباب حديث التخرج على ايجاد فرص عمل الإجابة الأبسط والأكثر انتشارا هي الواسطة وحقيقة أنا أرى الموضوع بشكل مختلف الواسطة تنتشر بشكل فج في الوظائف الحكومية التي تعتبر جزءا بسيطا من سوق العمل في الدول العربية لكن في الشركات الخاصة ليس الأمر هكذا فلا أحد سيضحي بربح أو سيعطي راتب لشخص عديم الكفاءة بسبب أن لديه واسطة، أيضا هناك خلط بين الواسطة وبين العلاقات التي تسهل عليك الحصول على عمل، فالعمل لا يتطلب واسطة، العمل يتطلب علاقات وهناك فرق شاسع بينهما.
وأضافت شرين أن المحور الأخر والذي أرى أنه هو الأقرب للصواب في عدم إيجاد وظائف هو أنهم لا يطورون من أنفسهم بالشكل الكافي الذي يجعلهم مؤهلين ومرغوبين في سوق العمل، فنحن لدينا المئات من المبتدئين ولكن عدد محدود من المحترفين ولذلك مع وجود هذه الأعداد الهائلة تقل فرص المنافسة عندما لا نقوم بتطوير أنفسنا بالشكل الذي يجعلنا مميزين.
والأهم مماسبق ذكرة هو أننا لا نحسن تسويق أنفسنا بالشكل الصحيح، وهذا التسويق الذاتي يبدأ من حساباتنا الشخصية وحتى المقابلة مع مسؤول التوظيف، مرورا بطرق كتابة السيرة الذاتية والاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي المختصة بالتوظيف، كل هذا يتطلب إدارة كاملة حتى نصل لنتيجة مرضية وهو ما لا يقوم به أغلب شباب خريجى الريف
“هالة “في رأيك، هل تظنى أن هناك المزيد من المعوقات التي تمنعنا من الحصول على فرص عمل في وقت معقول؟
أجابت “هالة” يجب لانعلق الأمر على شماعة الواسطة فهناك أماكن كثيرة لدي بها أناس يمكن القول عنهم واسطة، ولكن لم يهتموا شباب القرى بالتدريب أثناء الدراسة لعدم توافر الوسيلة المناسبة للطالب وطالبت هالة بتعيين أساتذة تنمية مهارات بمدارس القرى لخلق جيل مثقف بشتى المجالات للدفع بهم بسوق العمل
وأتذكر أنه في إحدى الحملات التي أقامتها جامعة عريقة في مصر لتوظيف وتدريب قامت صديقاتى بتقديم ال CV الخاص لكل الشركات المتواجدة في الحملة، وكان ال CV الخاص جيد نسبيا بالنسبة لسنها حينها
ولكن تفاجأنا بعدم قبول أي واحدة في أي شركة، وتم قبول أصدقاء لنا في بعض الجامعات الخاصة
حينها علمت أن الأمر شكل ومنظر إجتماعي ليس إلا، أو يمكن القول أنه كلما زاد البرستيج، زادت فرصتك للعمل
اعتقد أن صديقتنا سماح السيد والتى حضرت الحوار تختلف معكي في هذا أستاذة “هالة” ففي أحد النقاشات بيننا أخبرتني ان الجامعات الحكومية هي التي تكون دائما متقدمة في الوظائف عن الجامعات الخاصة، وهو ما يخالف ما قلتيه بأن الأمر وجاهة اجتماعية ليس إلا
وردت شيرين بصوت وكأنها رافضة تصريح الزميلة هبه حسنا أعتقد أنك وجميع الزملاء هنا قد قدموا الكثير من المعوقات التي تحيل بيننا وبين الحصول على فرص العمل بسب اقناعك للكثير من الشباب وجهة نظرك التى لرفضها تماما
فبرأيي أن العمل الحر و العمل عن البعد قد ساعد في توظيف الكثير من الخريجين ولو بشكل مؤقت ،ولكن بالتأكيد قد قدم خبرة والحصول على أرباح في نفس الوقت على طبق من ذهب.
فالحاضر والمستقبل للعمل الحر ،فلا مكان للواسطة في هذا المجال ولكن العمل الحكومة الواسطة أهم من الكفأة وهذة وجهة نظرى ولن أغيرها فكيف لخريجي الريف يتوصلون لأصحاب القامات والنفوز لإيجاد فرصة عمل وهم منعزلين عن عالم المدينه ساكنى المنتجعات والفيلات الفارهة فهنا يقع الأمر على اخريج القرى ويجب النحت فى الصخر واكتساب خبرات والتسويق لأنفسنهم مهما كانت الصعوبات فى ظل تفشى ظاهرة الواسطة لأصحاب الوجاهة ساكنى الأبراج
“هالة “هل هناك عمل حر في المجالات المتخصصة مثل الطب والهندسة والصيدلة وغيرها؟ لا اعتقد هذا
وببساطة ووضوح هل العمل الحر سيجعلك تحصل على الخبرة اللازمة الكافية التي تؤهلك مستقبلا لتبدأ شركتك الخاصة او مشروعك الخاص ،قد يمنحك العمل الحر مرتبا جيدا لكنه لن يجعلك صاحب عمل خاص
وبصراحة لم أسمع أن طبيب لم يجد عمل ما على الأقل أتحدث عن بلدي.
بخصوص تخصص الهندسة الأمر يعتمد على فرع التخصص ،مثلًا خريجي هندسة الكمبيوتر التحقوا بالعمل الحر من خلال العمل على الكمبيوتر.
أما بخصوص الهندسة المعمارية والمدنية والإتصالات،فأنا أتفق معك في ذلك،فصدقًا هناك الكثير من خريجي هؤلاء التخصصات الآن هم طابور البطالة.
فالأمر يعتمد على الخريج وهل سيحاول جاهدا للتطوير من نفسه أم أنه سيكتفي بالبكالوريوس فقط
وهنا دخلت هبه فى أطراف الحديث وقالت ساتحدث عن جانب معين و لا استطيع بالطبع تغطية كل الجوانب فالموضوع كبير لكن مع هذا
في القطاع الخاص ما زال جديدا نوعا ما و لا توجد قوانين حقيقية تحمي الموظف او تضمن له اية حقوق
هناك بعض القوانين لكنها قليلة و ايضا لا تطبق او هي مجرد قوانين قديمة لا احد يعمل بها
والقطاع الخاص لا يستطيع النهوض وحده لانه يحتاج الى استثمار خارجي و الاستثمار الخارجي يحتاج الى امان و تسهيلات و قوانين تحميه
إذن حسبما فهمت أنتي ترين أن السبب الرئيسي في عدم حصول شباب الريف على فرص عمل هي الواسطة، لكن ألا ترين أن الكثير من الشباب يعتبرون الامر حجة أكثر منه سبب واقعي، في النهاية فإن الواسطة تتسبب في فشل المؤسسات،
واثناء الحديث وحدة النقاش تدخلت الصحفية رحاب سويلم وكانت جالسة على مقعد بعيد عنا بمسافة قليلة
وقالت لم اقتنع بالوساطة في أى مجال فمن يريد العمل وأكتساب المال عيلة بالبحث والإجتهاد ولكن هالة كان ردها شديد اللهجه على رحاب وقالت كيف حكمتى كل تلك الأحكام على شباب الجامعات وخاصة الريف ألا تعلمين معظمهم ساءقين تكاتك
واعتذرت رحاب عن سوء الفهم، لكن كل النقاط التي ذكرتيها كانت تدور حول القطاع الحكومي والذي قلت عنه في المساهمة انه اكبرمصدر للواسطة، لهذا ظننت أنك تقصدين الواسطة فقط ولكن تفهمت الأمر بعد التوضيح
وانتهى الحوار على كفتريا الصحفيين بإكتساب صداقة جديدة مع المتواجدين بالمقهى وكم كنت سعيدا بثقافتهم واتساع مساحة العقلية المستنيرة لفتايات فى عمرالزهور وعقل شيوخ المبدعين وفى نهاية الحوار تضامن الجميع على رأى واحد وهو يجب على الدولة بنظرة بعين العطف والإهتمام بشباب الريف حتى ينالوا نصف حظ شباب المدينه.
إتبعنا