تحقيقات

الطلاق أحيانا يكون لأسباب تافهة وليدة لحظة غضب

تحقيق/ جنى كامل
الأسباب التي تؤدي الى الطلاق في حياة الزوجين كثيرة. لكنها أحيانا تكون تافهة لأنها وليدة لحظة غضب أوساعة شيطان وعندما يهدأ الطرفان ويفكر كل منهما في حياته الماضية مع الآخر يكتشف خطأ ذلك القرار خاصة إذا كان بينهما أولاد يواجهون جريمة الطلاق من دون ذنب اقترفوه.
هكذا تراود الطرفين رغبة في إعادة المياه إلى مجاريها ورد الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله.. لكن المكابرة والعناد ونظرة المجتمع وتدخلات أهل الزوجين غالبا ما تقف عوائق أمام لم الشمل مجددا بين الزوجين المطلقين.
فكيف تكون العودة بعد الطلاق؟ أليست ممكنة خاصة لمن عاشا معا قبل الطلاق بالمعروف وكان حسن العشرة وقود حياتهما؟ وكيف تنجح حياة زوجية شرخها الطلاق من قبل؟
لاترى شرين فوزى 31 سنة مطلقةصعوبة في عودة الزوجين أحدهما إلى الآخر بعد الطلاق. لكنها تؤكد أن الأمر يحتاج إلى قرار جريء وتنازل من أحد الطرفين وتقول
كل الأزواج الذين ينفصلون كثيرا ما يراودهم حنين العودة بعضهم إلى بعض على رغم الصدمات والألم الكبير الذي سببه الطلاق، لكنه يبقى أمرا ممكنا ومشروعا.
والأمر قد يحتاج الى ترتيبات أخرى وجديدة، أهمها هو الاستفادة مما حدث وتقويم الأخطاء التي تسببت في هذا الشرخ الذي قسم جدار العلاقة الزوجية على ان يسبق ذلك قناعة تامة بجدوى العودة وألا تكون ناتجة عن العاطفة فقط.
إن عودة المشاعر الدافئة قد تستغرق بعض الوقت لرفع الحواجز النفسية وإزالة توابع الجراح التي حدثت، والأمر مرهون باستعادة كل طرف ثقته بالآخر.
إن وجود الأطفال دائما يكون هو الدافع الأول لعودة العلاقة الزوجية الى طبيعتها بعد الانفصال، فكثيرا ما يقع الطلاق نتيجة أسباب تافهة تعززها سلوكيات الغضب والعناد.
وتؤكد أمينة مهدى
ان عودة الزوجين بعد الطلاق ممكنة لكنها ستواجه صعوبات كثيرة خصوصا من قبل أهل الزوج الذين غالبا ما ينظرون بسخرية وسخط الى زوجة ابنهم المطلقة، بل كثيرا ما يقومون بتحريضه على عدم الالتفات إليها والانتقام منها بزواجه في أسرع وقت ممكن
تشير منى خليل الى تجربة مرت بها إحدى صديقاتها وعانت الكثير مع مطلقها من أجل العودة بسبب تدخل أهله في كل الأمور، وإن كانت في النهاية قد نجحت في عودة العلاقة بينهما إلا أن الكثير من القلاقل والمشاكل مازالت تعترض حياتهما بسبب تدخل أهل الطرفين.
وتطالب كل زوجين وصل بهما الأمر إلى مرحلة الطلاق ويشعران بالرغبة في إعادة العلاقة الزوجية بالاعتماد على نفسيهما وقناعتهما الشخصية في تدبير أمورهما، وأن يعلما أن حياتهما وعلاقتهما من خصوصياتهما ولا يحق لأحد أن يقرر لهما ما يفعلانه لأنهما هما اللذان يتحملان النتائج أيا كانت. وتقول سعاد بهنسى
إن وصول الزوجين الى مرحلة الطلاق هو أقصى درجات الخلاف والاختلاف، ولابد عند العودة أن يكون هناك تغيير حقيقي في السلوك والطباع والمشاعر وإلا سيكون مستقبل العلاقة الزوجية مهددا بشكل أكبر.
تقول مريم رياض
إن العودة ممكنة، فكثيرا ما يقع الطلاق لأسباب بسيطة، ومن السهل ان يراجع الإنسان ذاته ويعود الى صوابه، وذلك قد يكون أمرا سهلا في حالة وجود أطفال بين الزوجين وتدخل أهلهما بشكل مفيد.
وقد تكون العودة أسرع إذا كانت العلاقة الزوجية مبنية على حب
ويرى أحمد خالد 30 سنة موظف ان العودة بعد الطلاق غالبا ما تكون سهلة وبسيطة، قائلا:
ـكثيرا ما أعلنت وزارة العدل ان معظم حالات الطلاق تنتج عن اسباب غير واقعية وغير منطقية لبساطتها. إن الإنسان في حالة الغضب قد يفعل أشياء كثيرة، وعندما يهدأ قد يعود الى صوابه لكنه بحاجة إلى من يسانده ويقوي موقفه ولابد من وضع الخلافات في موقعها الصحيح وعدم المبالغة فيها.